إنه أسبوع لبنان في العالم. ففي نيويورك يعقد ممثلو مجموعة الدول الخمس إجتماعا الثلاثاء لغايتين: الأولى دراسة ما تحقق حتى الآن على الصعيد الرئاسي في لبنان، والغاية الثانية وضع خريطة طريق التحركات المقبلة. وفي روما تعقد أمانة سر دولة الفاتيكان برئاسة الكاردينال بييترو بارولين إجتماعا مع سفراء الدول الأعضاء في مجموعة الخمس، وذلك للبحث في الملف الرئاسي وإيجاد حلول عملية له. وفي مرسيليا يعقد البابا فرنسيس إجتماعا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وعلى رأس جدول أعماله المسألة الرئاسية في لبنان. وسيواكب كل هذا في بيروت بحراك قطري، الهدف منه إخراج المأزق الرئاسي من عنق الزجاجة، ومحاولة الدفع في اتجاه انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الخريف المقبل، أي قبل نهاية السنة. فهل تنجح الحركة الإقليمية – الدولية في تحقيق هدفها، أم أن شياطين التفاصيل اللبنانية ستكون أقوى من كل المساعي والمحاولات؟ طبعا لا جواب نهائيا عن السؤال.
لكن الأكيد أن الشهرين المقبلين حاسمان. فإما انتخاب رئيس جديد، وإما الذهاب إلى شغور طويل لا يدري أحد كيف ينتهي ومتى. في لبنان موقفان لافتان. الاول لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي طالب بحوار غير تقليدي وخارج طاولة مستديرة ورئيس ومرؤوس، ويستطيع ان يأخذ شكل مشاورات وتباحث ثنائي وثلاثي بمكان محدد وزمان محصور. بتعبير آخر، باسيل لم يعد مع الحوار التقليدي الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري، ما يعني ان دائرة المعترضين على حوار بري تتسع، وهو ما يفسر تأجيل الدعوة اليه. الموقف الثاني هو ما اعلنه النائب بيار ابو عاصي لل “ام تي في” ، وفيه انه للمرة الاولى منذ سنة ونصف السنة لم يسمع اسم فرنجية يتردد في دوائر الاليزيه كمرشح رئاسي ما يشير الى ان معادلة سليمان فرنجية- نواف سلام سقطت حتى عند عرابيها في فرنسا.
أمنيا، وقف اطلاق النار في عين الحلوة تعرض لخرق محدود عصر اليوم ، وذلك للمرة الاولى منذ مساء يوم الخميس الفائت. فهل يبقى الخرق محدودا، ام ان مخطط اشعال النار في اكبر مخيم فلسطيني في لبنان سيتواصل، ما يرتب تداعيات كبيرة على الساحتين اللبنانية والفلسطينية.
اما مؤسساتيا، فاللافت ما يقوم به وزير الداخلية في معركته ضد الفساد مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي عماد عثمان. وهو امر يجب ان يحصن عبر كل الوسائل في سبيل ان يشكل نموذحا للدولة الموعودة.