النزوح السوري الى الواجهة، وفي صدارة الاهتمام، وذلك على حساب الملف الرئاسي. سببان وراء تبدل الاولويات لدى الرأي العام: الاول, الرمادية التي تطبع الملف الرئاسي وغياب اي تطور حاسم او حتى اي موقف لافت . السبب الثاني: وعي الجميع ان الوجود السوري في لبنان لم يعد قضية نزوح فحسب، بل تحول خطرا سياديا كيانيا يزعزع اركان الدولة ويهدد بنيان الوطن. والواضح ان مختلف القوى السياسية والاحزاب متفقة على خطر النزوح السوري، وهو ما يظهر من خلال تتبع مواقفها.
والواضح ايضا ان كل القوى السياسية باتت متفقة على ان الخطر لا يعالج بالبهورة والشعارات بل بتحرك متكامل ومدروس توضع فيه كل الامكانات التي يملكها لبنان ان في الداخل والخارج. لكن المشكلة ان المسؤولين اللبنانيين يعيشون ضياعا، اذ حتى الان لم يصلوا الى اقرار خطة متكاملة، تشمل كل الوزارات، وتركز خصوصا على تعزيز التواصل مع الاوروبيين والاميركيين لتبديل الموقفين الاوروبي والاميركي من قضية النزوح.
وزير الداخلية بسام المولوي دق ناقوس الخطر، وقال بكل صراحة ووضوح: بلدنا مش للبيع. وطلب من البلديات تقديم تقرير دوري كل خمسة عشر يوما عما فعلته بشأن الوجود السوري من قمع مخالفات وازالة تعديات.
المبادرة مهمة ، لكنها يجب ان تتبعها مبادرات اخرى من مسؤولين آخرين، لأن القضية لا تحل عبر البلديات فقط، وان كان للسلطات المحلية دور مهم في الحد من اخطار النزوح ونتائجه المدمرة.
رئاسيا، الجمود المسيطر لم تخرقه سوى الزيارة التي قام بها السفير القطري الجديد الى بنشعي ، حيث التقى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. الزيارة، وان كانت بروتوكولية الطابع ، لكنها تكتسب اهمية خاصة في ظل ما يتردد عن تفعيل المبادرة القطرية.
وفي نيويورك افاد مراسل ال “ام تي في” انه وبخلاف كل ما يتردد فان لا زيارة قريبة لأموس هوكستين الى بيروت، وبالتالي فان ما يحكى عن فتح ملف الترسيم البري ليس صحيحا ، لأن اسرائيل غير راغبة في الامر حاليا، فيما اميركا منشغلة بأمور اكثر اهمية، بالنسبة اليها على الاقل…