الحرب مستمرة في غزة وعلى غزة . فالاشتباكات تتواصل بين الجيش الاسرائيلي وحركة حماس، كذلك القصف على غزة. وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت اعلن أن اسرائيل تفرض حصارا كاملا على القطاع يشمل المياه والكهرباء والغذاء والوقود. بالتوازي أكد الجيش الاسرائيلي انه استعاد السيطرة على عدد من البلدات التي خسرها في هجوم السبت، لكنه أقرمن جهة ثانية ان الاشتباكات لا تزال محتدمة بين سبعة الى ثمانية مواقع، لا تزال حركة حماس تسيطر عليها.
القدرة العسكرية لحماس فاجأت حتى الجيش الاسرائيلي، اذ اعترف المتحدث باسمه ان المعارك لاستعادة السيطرة على المدن تستغرق وقتا اطول مما توقع قادة الجيش. توازيا، بلغ عدد القتلى الاسرائيليين ألف قتيل وهو رقم مرشح للارتفاع .
كلها معطيات تؤكد ان اسرائيل لم تخرج من صدمتها بعد، والقصف العشوائي الذي تمارسه ضد القطاع هو من باب استعادة الثقة المفقودة، واعطاء جرعة دعم معنوية لاستخبارات ثبت فشلها، ولجيش اهتزت صورته، ولمستوطنين ما عادوا يثقون بأن دولة اسرائيل هي الارض الموعودة!
جنوبا، التوتر سيد الموقف. والجديد اليوم قيام مجموعة تابعة لحركة الجهاد الاسلامي بعملية تسلل في منطقة الضهيرة. وقد رصدت القوات الاسرائيلية المتسللين، فحصل اشتباك بينها وبين عناصر المجموعة ما ادى الى مقتل اثنين من المتسللين والى فقدان الاخرين.
واثر التسلل الفلسطيني حلق الطيران الاسرائيلي بشكل كثيف على علو منخفض فوق المناطق الجنوبية الحدودية ، كما اعلنت قيادة الجيش عن تعرض عدد من المناطق والبلدات الحدودية الى قصف جوي ومدفعي من القوات الاسرائيلية، ما ادى الى سقوط عنصر من حزب الله.
اذا، الوضع في الجنوب على كف عفريت، والواضح ان حزب الله يتعمد تحريك الجبهة لكن بحد معين، من دون ان يتورط الى حد اشعال الجبهة بشكل واسع، ذاك ان القرار الايراني لم يصدر بعد باشعال جبهة جديدة. فهل يستطيع حزب الله ان يطبق سياسة حافة الهاوية من دون ان يودي بلبنان في هاوية ؟ وهل مسموح اللعب بالنار في منطقة تغلي ؟ وهل من المنطقي ان تشمل معادلة وحدة الساحات لبنان، وهو الذي دفع ولا يزال يدفع اثمانا كبيرة نتيجة الساحات المترابطة من اليمن الى لبنان؟ معه حق وليد جنبلاط في ما قاله لل “ام تي في”: لسنا بحاجة بتاتا الى جبهة جديدة!.