الهجوم البري على غزة مستمر لليوم الثاني على التوالي، والشغور الرئاسي مستمر للسنة الثانية على التوالي. ووفق مصادر الجيش الاسرائيلي فان الهجوم يحقق أهدافه. علما ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اعترف بنفسه ان قواته العسكرية تتكبد خسائر مؤلمة. المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي قال إن خمسة عشر جنديا قتلوا في العملية العسكرية في غزة منذ الثلاثاء، ما يؤشر الى ان القوات العسكرية تلاقي مقاومة من قبل حركة حماس .
وقبل قليل، اعلنت الاذاعة الاسرائيلية ان قيادة الاركان تدرس تغيير خطة اقتحام غزة بشكل جذري، لأن الوضع صعب على الارض، ما يثبت ان الهجوم الاسرائيلي يواجه بمقاومة صلبة.
لكن المشهد النهائي لا يزال ملتبسا، وخصوصا ان المعارك تجري في احياء وشوراع متداخلة، وان المراسلين الميدانيين يلاقون صعوبة في تحديد الوضع العسكري على حقيقته اضف الى ذلك انقطاع الانترنت في القطاع، ما جعل التواصل صعبا بل مستحيلا، خصوصا في المناطق التي يدور فيها القتال .
لبنانيا، اليوم اول تشرين الثاني، وفيه بدء العام الثاني للشغور الرئاسي. والواضح ان الشغور الذي نعيشه منذ عام سيطول، لان بعض فرقاء الداخل يتهربون من الاستحقاق الانتخابي عبر تعطيل النصاب، ولأن فرقاء الخارج اضحوا منشغلين بحرب غزة وتداعياتها، وما عادوا مهتمين بانجاز الاستحقاق الرئاسي، وفق مبدأ : لماذا نريد ان نكون ملكيين اكثر من الملك؟
على جبهة الجنوب الامور لا تزال مضبوطة، وتبادل القصف واطلاق الصواريخ لا يزالان محكومين بقواعد الاشتباك التي لم تتغير. وقد اعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء، ان هناك سباقا حقيقيا في لبنان بين وقف اطلاق النار وبين تفلت الامور، وان لبنان مع خيار السلام. فهل سيؤكد حسن نصر الله في كلمته الجمعة ما يقوله رئيس الحكومة، ام سيكون للامين العام لحزب الله موقف آخر من الحرب الدائرة في غزة، ومن تموضع لبنان في هذه الحرب؟.