الهجوم البري الاسرائيلي على غزة مستمر، كذلك القصف الجوي. وبين الهجوم المركز والقصف العشوائي، يتساقط المزيد من الضحايا ، الذين بلغ عددهم وفق وزارة الصحة في غزة 9061 اضافة الى حوالى 32 الف جريح ومصاب. بالنسبة الى الهجوم البري، المؤكد ان اسرائيل لم تحقق تقدما حاسما حتى الان، وإن كان رئيس الحكومة الاسرائيلية اعلن منذ ساعات، ان القوات الاسرائيلية توغلت على اطراف مدينة غزة. والمؤكد اكثر ان الحرب ستكون طويلة اي انها ستمتد لاسابيع او ربما لاشهر. فهل يمكن اسرائيل ان تتحمل الاستنزاف اليومي في العديد والعتاد بالنسبة الى الجيش، وفي الاقتصاد والمال بالنسبة الى الاسرائيليين ؟
والاهم: الى اي حد سيبقى الرأي العام العالمي ساكتا عما يجري، ولا سيما ان تحركات كبيرة بدأت تحصل في عواصم العالم منبهة الى خطورة ما يجري؟
وعليه، فان احتمالات الانتصار والانكسار لاسرائيل متعادلة، بعكس ما تدعيه الدعاية الاسرائيلية التي تركز على ان النصر آت حتما، وعلى ان اسرائيل لا يمكن ان تخسر الحرب، لانها حرب حياة او موت!
ومع تصاعد حدة المعارك الحربية ، المعركة السياسية بشأن مستقبل غزة بدأت تحتدم . حركة حماس رفضت في بيان اصدرته تصريحات البيت الابيض بشأن العمل على توافق اقليمي دولي لادارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب ، معتبرة اياها تصريحات وقحة ومرفوضة … كما جددت رفضها فرض الوصاية على الشعب الفلسطيني . في الجنوب ، الوضع على حاله من التوتر . فتبادل الصواريخ والقذائف مستمر ، وقد عنف بعد الظهر حتى وصلت صواريخ كتائب القسام الى مستوطنة كريات شمونة. كل هذا يجري فيما لبنان واللبنانيون ينتظرون غدا كلمة الامين العام لحزب الله . وفي المعلومات ان حسن نصر الله ، وبخلاف ما يعتقده البعض ، لن يعلن انخراطه في الحرب ، لكن خطابه سيكون تعبويا وتجييشيا بامتياز ، باعتبار انه يأتي وسط معركة مصيرية وبعد سقوط عدد كبير من الضحايا والشهداء ان في غزة او في لبنان . توازيا ، التمديد لقائد الجيش موضوع على نار حامية رغم كل العراقيل الدستورية والقانونية والسياسية التي تبتكر كل يوم . اذ ثمة توجه اقليمي ودولي واضح لعدم احداث تغيير في رأس هرم المؤسسة العسكرية ، فيما الوضع اللبناني على كف طوفان غزة !