IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الجمعة في 3/11/2023

“لقد دخلنا المعركة في الثامن من تشرين الاول، وكل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة، ونحن جاهزون وحاضرون لكل الفرضيات.” هذه العبارات الملتبسة، الغامضة يمكن ان تختصر ما قاله السيد حسن نصر الله في خطابه اليوم. وما يزيد في الالتباس والغموض ان الامين العام لحزب الله عندما تحدث عن الجبهة الجنوبية في لبنان ربط التصعيد فيها بامرين: مسار الاحداث وتطورها في غزة، وسلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان. لكن نصر الله لم يحدد ماذا يعني بمسار الاحداث وتطورها ، وعند اي تطور يمكن حزب الله ان يتدخل او ان يوسع اطار معركته لتصبح حربا شاملة ومفتوحة بلا قواعد اشتباك، كما هي حال الحرب الان.
والاهم ان نصر الله برأ حزب الله ، ومن ورائه ايران، من علمهما المسبق بعملية السابع من تشرين الاول، اذ اكد ان عملية طوفان الاقصى مسؤوليتها فلسطينية مئة في المئة ، وكأنه يقول للمرة الثانية: لم أكن اعلم! كلها عوامل ومعطيات تثبت ان الامين العام لحزب الله يدرك خطورة المرحلة ودقتها، ولا يريد بتاتا اعادة عقارب الساعة في لبنان الى العام 2006!
والدليل على صحة الفرضية المذكورة ان نصر الله وجه سهامه الاقسى والاقوى نحو اميركا لا نحو اسرائيل، حتى انه صور تل ابيب على انها مجرد أداة في يد واشنطن لا اكثر ولا أقل. لكن المستغرب ان الامين العام للحزب، الذي هاجم اميركا والعرب والعالم بالجملة والمفرق، حيد فرنسا من هجومه، وحتى من انتقاده.
علما ان الرئيس ماكرون جاء الى المنطقة مؤيدا اسرائيل وحربها ضد حماس. فما سبب موقفه يا ترى؟ هل لأنه يعول على دور فرنسي ما يلاقي المسعى القطري في الوساطة بين اسرائيل والفلسطينيين؟ في المحصلة، خطاب نصر الله المنتظر منذ اربعة اسابيع، جاء عنيفا في الشكل، لكنه ليس كذلك في المضمون.
انه خطاب يغلب عليه الوصف التبرير على الموقف والقرار. لكن الخطر ، انه وفي الخطاب الذي استمر حوالى ساعة و20 دقيقة، لم يأت حسن نصر الله ولو لمرة واحدة على ذكر الدولة اللبنانية والسلطات اللبنانية . فهل ذكر الدولة ومؤسساتها سقط سهوا، ام ان نصر الله اراد ان يقول للبنانيين وللعرب والعالم: في لبنان الامر لي, ولي فقط!…