… وفجأة تبدو مسألة تشكيل الحكومة عنوانا عريضا لا يعكس حقيقة الواقع الذي يطوق هذه العملية منذ 8 أشهر، فجولات البحث عن إحداث ثغرة في جدار التأليف، صارت كل واحدة منها تستهلك ما يقارب الشهر كي تصل إلى الأفواه قبل ان يتم تفجيرها، ما يعيد الأمور إلى ما تحت الصفر، تليها فورا حملات مبرمجة يحمل مطلقوها مسؤولية التعطيل إلى الرئيس الحريري، خصوصا بعدما انحصرت العقدة في تمثيل أحد سنة “اللقاء التشاوري”.
الجولة الجديدة من البحث عن التأليف، جرى التمديد لها بإسقاط عقدة “التشاوري” إلى الصف الثاني، وقد وضع Dj التعطيل في السوق بدءا من الأمس، اسطوانة جديدة- قديمة من توزيع المايسترو نفسه وعزف الأوركسترا نفسها، عنوانها “من شو بتشكي حكومة من 32 وزيرا؟. علما بأن الرئيس الحريري رفض هذه الصيغة، وإن رضي بها فليس على القاعدة التي تطالب بها مجموعة الثامن من آذار.
أمام هذا الواقع الاشكالي، يتركز الجهد على تفعيل حكومة تصريف الأعمال، أقله من أجل درس الموازنة وإقرارها. وفي هذه الخطوة إفادتان، الأولى محلية لرفد الوزارات بما تحتاجه من أموال لتشغيلها، والثانية بواجهة اقليمية ودولية، فتفعيل الحكومة وإقرار الموازنة من شأنهما اعطاء الدولة صدقية وبعض العملانية أمام ضيوف القمة الاقتصادية والتنموية العربية، كما تدعمان موقف لبنان أمام الدول التي منحته أكثر من 11 مليار دولار في مؤتمر “سيدر”.
ونرفع الدعاء ونحن في ليلة القدر، بأن يصنع مرور الدايم دايم معجزة التواضع في قلوب المسؤولين، فينحنون أمام مطالب الناس ويطلقون سراح الحكومة، لأن الوطن ما عاد يحتمل.