ميلاد مجيد، وفي زمن الميلاد، لبنان بين عاصفتين: “نورما” والحكومة المعلقة. العاصفة الأولى بيضاء، بدأت وستستمر الى مساء الأربعاء المقبل، أما العاصفة الثانية، فسوداء بدأت منذ ثمانية أشهر تقريبا، ولا نعرف كيف ومتى ستنتهي.
العاصفة الأولى رغم احتجازها المواطنين في الأعالي والمرتفعات لسلعات، لكنها تأتي بالخير على لبنان، أما العاصفة الثانية، فتضع الوطن بأسره منذ أشهر في الاعتقال الجبري، ولا خير فيها لأنها شر كلها.
إنه الواقع اللبناني المحكوم بالسواد في عز العاصفة البيضاء، فهل تعكس “نورما” بياضها على الواقع الحكومي، أم أن ما كتب قد كتب؟
وما كتب حكوميا أنه لا حكومة في الأفق المنظور على الأقل، يؤكد الأمر أن الرئيس الحريري لا يقوم بأي حراك ولا يبادر في أي اتجاه، في المقابل حركة الوزير جبران باسيل، رغم تعدد أفكارها، لا تزال بلا نتائج محددة، لأن معظم طموحاتها لم تلق التجاوب المطلوب من قبل الأطراف المعنية.
من هنا يدخل لبنان زمن القمة العربية الاقتصادية التنموية في ظل حكومة تصريف أعمال، والأنكى أن القمة العربية، بدلا من ان تساهم في جمع اللبنانيين، زادت انقساماتهم وأدخلت موضوعا خلافيا جديدا على جدول أعمالهم المثقل بالتباينات، إذ هل تشارك سوريا في القمة أم لا، وهل يبادر لبنان للدفع في اتجاه دعوة سوريا أم لا، وفي انتظار الجوابين الصعبين، الوطن معلق بين عاصفة “نورما” التي تهب مرة، وبين عاصفة السياسيين الفاشلين التي تهب مئات المرات.