جلسة الموازنة تحولت جلسة هرج ومرج بامتياز ، وجلسة مواقف شعبوية واستعراضات كلامية . فنواب الموالاة والمعارضة “واقفين على سلاحن” كما يقال بالعامية ، وهم انتظروا بعضهم بعضا “على الكوع” . فما ان يتلفظ احد النواب بموقف نافر ، حتى ينبري نائب آخر لمهاجمته واتهامه بأشنع الصفات . حتى وصل الأمر بعلي حسن خليل الى أن يتهم احد نواب التغيير بالتافه قائلا له: انتو قرطة مافايات . فهل من يصدق ان متهما بجريمة تفجير مرفأ بيروت يطلق بحق زملاء له هذا الاتهام؟ هذا في الشكل … اما في المضمون فالواضح ان الموازنة التي تبحث في الهيئة العامة ليست تلك التي قدمتها الحكومة . فالتغييرات التي ادخلتها عليها لجنة المال والموازنة كثيرة وكبيرة ، وتكاد نسبتها تصل الى 90 في المئة . مع ذلك فانها لا تزال موازنة سيئة بكل معنى الكلمة ، لأنها لا تتضمن اي رؤية اصلاحية ولا اي خطة اقتصادية مستقبلية ، لأن هم من وضعها كان واحدا لا غير : سد عجز الدولة من خلال وضع ضرائب ورسوم لا تنتهي . فهل عدنا الى زمن الولاة العثمانيين الذين كانوا يفرضون على الناس ضرائب ظالمة ومجحفة ومن دون اي تقديمات مقابلة؟.