وفي اليوم الثالث أظهرت نورما وجهها الحقيقي العاصف ولم تعد ثورتها بيضاء، مناطق كثيرة ضربتها العتمة، أوتسترادات غرقت تحت المياه، والوحول والسيول حلت مكان السيارات على عدة طرقات، والرياح العاصفة زرعت الرعب في قلوب المواطنين، الكارثة الكبرى تجلت بين ضبية ونهر الكلب، حتى اعتقد العالقون على الطريق أن مغارة جعيتا المائية انتقلت من مكانها وحطت رحالها على الأوتستراد والطرق الجانبية، لكن رغم كل الأضرار التي طالت الحجر فإن الأضرار على البشر ظلت محدودة، فباستثناء جرف نورما طفلة سورية في شمال لبنان، فإن أي حادثة أخرى لم تسجل، ما يثبت أن التدابير الاحترازية للناس ساهمت في اقتصار الأضرار على الماديات.
في النتيجة نورما أثبتت مرة جديدة أن البنى التحتية في لبنان فاشلة تماما كالدولة، كما كشفت كل التوقعات والتنفيعات، في الشأن الحكومي المنخفض السياسي الذي يضرب الأجواء لا يزال مسيطرا.
في اليوم الأول لعودة النشاط الرسمي بعد العطلة لم يسجل حراك يذكر باستثناء الزيارة التي قام بها اللواء عباس ابراهيم الى بكركي، وفي حين نقل عن البطريرك الماروني أنه يسعى الى عقد قمة مسيحية للضغط من أجل تشكيل الحكومة، أكد الرئيس نبيه بري من عين التينة أن الحكومة لا تزال في خبر كان، هكذا يبدو أن نورما فعلت فعلها ووضعت الحكومة المنتظرة في ثلاجة الانتظار الى ما بعد القمة العربية في العشرين من الجاري، فإلى اللقاء في موعد افتراضي جديد.