في غزة الوضعُ عاد إلى المربّع الأول، فالمفاوضات انهارت، واتفاقُ وقفِ إطلاق النار سقط. في المقابل نتانياهو لا يزال يهدّد باجتياح رفح. وقد أصدر الجيشُ الإسرائيلي أوامرَه للسكان بالإخلاء والتوجّهِ إلى المنطقة الإنسانيّة الموسّعة في المواصي. توازياً، تلقّت إسرائيل جرعةَ دعمٍ جديدة من واشنطن. إذ إنَّ وزارةَ الخارجيّةِ الأميركيّة أصدرت تقريراً إنتقد طريقةَ استخدامِ إسرائيل الأسلحةَ الأميركية، لكنه لم يجد أدلّةً كافية على وجود انتهاكاتٍ تفرضُ تعليقَ شحناتِ السلاحِ الأميركيّة إلى تل أبيب. وهذا يعني أنَّ الدعم العسكريّ الأميركيّ لإسرائيل سيستمر، رغم التباينِ في الآراء بين الرئيسِ الأميركيّ ورئيسِ الوزراء الإسرائيليّ. في لبنان، لا صوتَ يعلو على صوت قضيةِ النازحين. فالسلطاتُ المحليّة تنشَط، والنوابُ يتحرّكون، والوزراءُ يصرّحون، وبعضُ الأجهزةِ الأمنيةِ تعمل ما في وسعها. لكن رغم أهميةِ ما يحصُل، فإنَّ قضيةً وجوديّة بهذا الحجم لا تعالَج ب “المفرق” أو ب “القطعة” ، بل تحتاج إلى قرار سياسيٍّ واضحٍ وشجاعٍ وقوي. ففي زمن الشغورِ الرئاسيّ هل تستطيع حكومةُ تصريفِ أعمالٍ منقسمةٍ على ذاتها أن تتخذ القرارَ المطلوب؟ البداية من وجه آخر للتفلّت الأمنيِّ في المناطق، ويقوم على بيع الخدمات الجنسيةِ بين المنازل وحتى على الأوتوستراد. ال “أم تي في” جالت في الدورة ووثّقت الصورة ليلا واستطلعت آراءَ الأهالي نهاراً.