IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ “mtv” المسائية ليوم الأحد في 13/01/2019

لبنان يتجه بمكوناته كافة أو يكاد، نحو التفكيك الارادي الممنهج لكل ما بني بنضالات الأجداد وبدماء الأحفاد. لقد أدى التدمير المتمادي للطائف كوثيقة سلام اوقفت المدافع بين اللبنانيين، ومن ثم الاجهاز على الدستور الذي انجبه هذا الاتفاق، أدى إلى غلبة كاذبة للطوائف، وها نحن الآن نتدافع كل إلى قوقعته الطائفية والعشائرية، ونتغنى بإنجازاتنا الدموية ونلوح باستعادتها.

لا أيها الأخوة، ليس هو العهد المهدد بالسقوط اليوم، إنه لبنان النموذج، لبنان الدولة، لبنان التجربة الفريدة، لبنان الكبير قبل احتفاله بمئويته الأولى السنة المقبلة. وبعدما بلغنا هذا الدرك المهين، لم يعد يصح السؤال عمن طير “سيدر”، وعمن يعمل لتطيير القمة التنموية، أو من يلحق لبنان بلهيب المحاور، وإلى ما سيؤدي بنا هذا النفق أو هذه الميليشيا، لقد صرنا عمليا في المقلب الآخر، وكأن لبنان الذي يعرفه الأوادم ويناضلون من أجل قيامه صار وراءنا.

في السياق، طرحت دعوة البطريرك الراعي إلى لقاء تشاوري مسيحي الأربعاء، جملة تحفظات ومخاوف، أولها ان اللقاء سيكون كضربة سيف في ماء، لأنه لن يدفع إلى تشكيل الحكومة، إذا كانت الدعوة له هي للمطالبة بذلك، وسيظهر وكأن المسيحيين كلهم يعطلون تشكيل الحكومة، خصوصا ان الدعوة إلى حكومة اختصاصيين لا تحظى بإجماع مسيحي. ثانيها ان المسيحيين ليسوا فريقا سياسيا واحدا، وكل فئة منهم لها تحالفاتها المتناقضة ولها رؤاها المتعارضة إلى مكمن مصلحة لبنان، وهي مختلفة على الاستراتيجية الدفاعية وسلاح المقاومة، ومبدأ الحياد والعلاقات مع سوريا بشار وإيران، وصولا إلى قانون الانتخاب. ثالثها الخشية من أن يتسبب اللقاء باشتباك علني على هذه الخيارات، يزيد الشرخ بين مكوناتهم الرئيسية. ورابعها أنه لا يعود للبطريرك أو أي لقاء مسيحي، مناقشة سبل مواجهة أي هجمة تستهدف تغيير الميثاق الوطني والدستور، طالما ان لا انقلاب عسكريا حصل وطالما ان الدستور صالح وهو المرجع.

وإذا كان من تدعيم مطلوب، فهو للدستور، وأول العلاجات تكون بمحاربة سرطان الأعراف الذي شلعه وحوله وجهة نظر، ولبعض الموارنة أكثر من خنجر في خاصرته.