“الله انقذ الرئيس ترامب.” هذا ما قاله عضو مجلس الشيوخ الاميركي ماركو روبيو، بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها دونالد ترامب فجر اليوم. وعبارة روبيو تعبر عن شعور عدد كبير من الاميركيين، الذين ذهلوا لمحاولة اغتيال رئيسهم السابق، بقدر ما اعجبوا برباطة جأشه وشجاعته. فقبضة ترامب المرتفعة بتحد كانت اقوى من الرصاصات التي حاولت اختراق رأسه. وصوته وهو يردد بقوة : “قاتلوا، قاتلوا” ، كانت اقوى من صيحات الذعر التي ارتفعت في المكان.
ولا شك في ان ترامب ، الذي يتقن لعبة العالم الى حد كبير، سيستفيد من الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت ليؤكد للناخبين الاميركيين بالصوت والصورة، انه الرئيس القوي الذي انتظرته اميركا طويلا. وهو ما عبر عنه رجل ركع لدى اطلاق النار، وما ان قام ترامب من تحت المنصة حتى أخذ يصرخ: ” لن ينالوا منك، لن ينالوا منك”. هكذا اضيفت الى مشاكل الديمقراطيين مشكلة جديدة اليوم.
فترامب الذي تجاوز منذ اعوام كل ما تردد عن فضائحه الجنسية، وكل ما صدر بحقه من احكام قضائية، والذي تخطى بنجاح كبير امتحان المناظرة التلفزيونية مع منافسه جو بايدن، ها هو اليوم يربح معركته مع القدر. اذ ان تحريك رأسه بالاتجاه المعاكس لمجرى الرصاصة وفي اللحظة المناسبة، هو ما منع رصاصة توماس ماتيو كروكس من ان تكون قاتلة.
هكذا فان على الديمقراطيين ان يعيدوا حساباتهم, ليس في ترشيح بايدن فحسب، بل حتى في شعارات المعركة الانتخابية. اذ طالما شددوا في خطبهم على ان ترامب في أدائه يستجر العنف في اميركا. فماذا يقولون اليوم بعدما اصبح ترامب ضحية العنف السياسي مثلَه مثلَ اي شخص اخر؟…
البداية من اللحظات الحاسمة التي فصلت بين محاولة اغتيال ترامب ونجاته.