لبنان موزّع بين ترانيم التطويب وطبول الحرب. عرسُ السماء على الارض اللبنانية انتهى، والبطريرك اسطفان الدويهي صار طوباوياً على مذبح الكنيسة. فمن بكركي الى اهدن، مرورا بكل المناطق الاخرى، أثبت لبنان، مرة جديدة، انه اقوى من كل المحن التي تعصف به. المشهدية في الصرح البطريركي ليل امس كانت استثنائية، فهي بعظمتها وروحانيتها وحماسة الناس المؤمنين، اثبتت ان رهان الدويهي العظيم على شعبه في محله، وان لبنان بلد يستحق أن يبقى في ذاته، لا ان يتحول ملحقا لهذا البلد او ذاك. ومع انتهاء العرس السماوي عاد الاهتمام قويا بشؤون الارض. فاللبنانيون يعيشون حال ترقب، وهم ينتظرون رد حزب الله وايران وفريق الممانعة على اسرائيل. وفيما يؤكد فريق الممانعة ان الرد آت حتما على اغتيال هنية وشُكُر، فان اسرائيل تتأهب وتستعد، وقد قررت وقف الاجازات لكل الوحدات المقاتلة وتشكيلات التدريب. كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول في البنتاغون ان وزير الدفاع الاميركي امر القوات العسكرية الاميركية بالدفاع عن اسرائيل اذا تعرضت لهجوم. وهذا يعني ان الوضع في المنطقة وصل الى حافة الهاوية، وان احتمالات الحرب المفتوحة والشاملة، وحتى الاقليمية، لم تعد مستبعدة.
البداية من حديث خاص ادلى به البطريرك الراعي للـ “ام تي في” وفيه تحدث عن احتمالات الحرب والسلم، معتبرا ان رئيس الجمهورية هو المخول الوحيد التفاوض باسم لبنان، وليس رئيس البرلمان او الحكومة