بعد اربعة ايام من انتهاء السباق الانتخابي بدأ المتنافسون يدخلون لحظات الحقيقة، واذا كان للخسارين ملء الوقت للتصالح مع واقعهم الجديد فعلى المنتصرين العمل سريعا لتسييل صحيح لانتصاراتهم بما يخولهم الحصول على مقاعد الى جانب السائق في الباص الحكومي، علما بأن المقاعد الامامية قليلة وتقتصر على بضع حقائب سيادية واخرى خدماتية والشغل لا يبدأ بعد التكليف بل يبدأ قبل الاستشارات.
اما العقدة الاصعب فتكمن في اصرار الثنائي الشيعي على حقيبة المال وسط كلام عن امكان ان يطالب حزب الله بحقيبة سيادية وان على سبيل المناورة.
اللعبة الداخلية على صعوبتها تبدو سهلة امام ما يجري في الاقليم، فالاشتباكات غير المسبوقة بين ايران واسرائيل على الارض السورية لا ضوابط لها حتى الساعة وقد لا يقتصر تأثيرها على حطام الصواريخ التي تساقطت عينات منها على الارض اللبنانية او على استخدام الاجواء اللبنانية لقصف سوريا بل يمكن ان تتطور اكثر لتتحول المنطقة ومعها لبنان الى ساحة معركة ان لم تحسن الدولة اقناع حزب الله بصوابية النأي بالنفس.
في هذه الاجواء انعقد مؤتمر الطاقة الاغترابية والرئيس عون دعا المنتشرين الى الانخراط في الورشة الاقتصادية بعد انخراطهم في الحياة السياسية من خلال الانتخابات.