ابراهيم كنعان قدم استقالته من التيار الوطني الحر، وعملية لم الشمل التي دعا اليها أجهضت قبل أن تولد!
إنه العنوان العريض للتطورات المحلية اليوم.
فالذين راهنوا على ان يعود جبران باسيل الى رشده، وان يوقف عملية التدمير الذاتي التي اشتهر بها.. خاب املهم.
فبعد حوالى اسبوعين على تقديم كنعان مبادرته التوحيدية الانقاذية، رفضها باسيل،
وبدلا من ان يتلقفها بايجابية ويبني عليها لمصلحة التيار، اذا به يستدعيه الى مجلس الحكماء، كأنه مذنب او مجرم يستحق ان يعاقب!!
هكذا، فان استقالة كنعان تؤكد مرة جديدة ان مشكلة التيار، تنظيميا، تختصر باسم واحد: جبران باسيل.
فالأخير اعتقد ان مصاهرته للمؤسس العماد ميشال عون، جعلت منه قائدا ملهما او نصبته زعيما تاريخيه, فتصرف مع الشخصيات الحزبية ذات الحيثية الشعبية والسياسية بفوقية واستعلاء،
وعاملها بديكتاتورية، وكل هدفه احراج هذه الشخصيات لاخراجها!
والمشكلة عند باسيل انه لا يرتاح الا للذين يصفقون له ويهللون، وينحنون امامه، ويقولون له بمناسبة وبلا مناسبة : “أمرك سيدنا”.
فهل بهذه العقلية تدار الاحزاب؟ وهل بهذه الروحية يمكن للحياة الحزبية ان تنمو وان تتطور؟
وفي السياق تؤكد معلومات ال “ام تي في” ان باسيل، وامام هيئة قضاء المتن التي التقاها ليل امس، عدد مآخذه على كنعان، وابرزها انه زار البطريرك الراعي من دون أخذ موافقته، وانه يولم على شرف ديبلوماسيين وموفدين دوليين في بيته من دون ان يستأذنه!
فمن علم باسيل الالتزام الحزبي بالمقلوب؟
ومن قال له ان نائب الامة اللبنانية جمعاء، عليه ان يتصرف امام رئيس كتلته كما كان يتصرف العبد امام سيده في العصور الغابرة ؟
علما ان الجميع يعرف ان العماد عون، مؤسس التيار وقائده التاريخي، لم يتصرف يوما مع التياريين ولا مع نواب كتلته بهذا الاسلوب المتعالي المتعجرف.
فامام الانقسام العمودي الوجودي والخطر الذي يعانيه التيار، هل يتحرك ميشال عون قبل فوات الاوان؟ ام يترك كل ما بناه يتداعى ويسقط امام عينيه، وذلك كرمى لعيني الصهر؟
يقول المثل: الصهر سندة الضهر. اما جبران كصهر فكسر ضهر الجنرال.. ويكاد يكسر ضهر التيار.. فماذا بعد؟.