لبنان يعيش تحت رحمة التفجيرات، وكل شيء في بعض مناطقه اضحى قابلا للتفجير. “البايجر” هو وسيلة القتل الامس، فيما اجهزة ” الايكوم” اللاسلكية وبطاريات الطاقة الشمسية هي الوسيلة اليوم. في الحالين حزب الله المستهدف، ولبنان الخاسر. فلليوم الثاني على التوالي تكرر المشهد المؤسف عينه ان في الضاحية او في الجنوب او في البقاع او في مناطق اخرى.
اسرائيل استكملت ضربها المنهجي مستهدفة وسائل الاتصالات التي يستعملها عناصر حزب الله، والواح الطاقة الشمسية فوق المنازل. تسعة شهداء سقطوا، ثلاثمئة اصيبوا، بيوت كثيرة احترقت، واماكن عامة ضربت.
ولاستكمال المشهد الغرائبي والاسود في آن فان الاستهداف لم يوفر مكاني التشييع في بعلبك وفي الضاحية الجنوبية.
هكذا يتلقى حزب الله الضربة تلو الاخرى، فيما يبدو، الى الان، غير قادر على تخطي مرحلة تلقي الضربات والانتقال الى مرحلة الرد.
الصورة اذا قاتمة، فماذا بعد؟ اي هل تعد اسرائيل لضربات اخرى سيبرانية وغير سيبرانية؟ وهل هذه الضربات هي بديل عن الحرب الشاملة الممنوعة اميركيا، ام انها مقدمة لا بد منها للبدء بالحرب الشاملة التي كثر الحديث عنها في كل مكان وخصوصا في اسرائيل؟ وفي اطار آخر: ماذا عن حزب الله؟ هل سيتجاوز الصدمتين الكبيرتين اللتين تلقاهما امس واليوم وينتقل الى مرحلة الرد، ام ان الضربتين حجمتا قدرته الميدانية، كما ضربتا الوضع النفسي لعناصره وهزتا الاحتضان الذي يلقاه في بيئته؟
مهما يكن، الوضع دقيق وخطر للبنان، وصعب ومصيري بالنسبة الى حزب الله . ولأن المرحلة تاريخية فانها بحاجة لقرارات جريئة غير مسبوقة، ان من قبل الحكومة التي لا يمكنها الاكتفاء بعد الشهداء والجرحى، وان من قبل الحزب الذي لا يمكن ان يبقى يتفرج على ما يحصل وكأنه يشاهد فيلما من نوع الخيال العلمي. فهل من يتحرك قبل ان يفجر لبنان فوق رؤوسنا جميعا؟.