إنه فصلٌ جديدٌ من فصول الحرب التي يتعرّض لها لبنان. إذ إنّ وحدة كومندس بحرية إسرائيلية قامت بعملية إنزالٍ في البترون واختطفت قياديّاً في حزب الله، كما أورد الجيشُ الإسرائيلي. إسم المخطوف: عماد أمهز، وبحسب إكسيوس فإنّ الهدف من اختطافه هو استجوابُه ومعرفةُ المزيدِ من المعلومات عن العمليات البحريّة لحزب الله. فلماذا تريد إسرائيل معرفةَ المزيدِ عن بحرية الحزب، وفي هذا التوقيتِ بالذات؟ هل لأنها تريد استكمالَ عملياتِ استهدافِ قياداتِ الحزب، أم أنها تُعدُّ العُدةَ لتنفيذِ سلسلةِ عملياتٍ بحرية وتريد استكشافَ الأرض قبل البدءِ بها؟ مهما يكن الجواب، الأكيد أن ما حصل اليوم تطوّر نوعيٌ بكل معنى الكلمة، ويؤشّر إلى أن إسرائيل قادرةٌ على القيام بإنزالات داخلَ الأراضي اللبنانية، وهو أمرٌ له نتائجُ خطرة جداً. الغارة البحريّة الإسرائيلية واكبتها غاراتٌ إسرائيلية جويّة توزّعت بين الجنوب والبقاع، وقد طالت إحداها محيط غاليري سمعان. في المقابل أعلن الحزبُ عن سلسلة استهدافاتٍ بالصواريخ وبالمسيّرات للعمق الإسرائيليّ. لكنّ اللافت اليوم هو إعلانُ هيئةِ البثّ الإسرائيلية أنّ الجيش يقترب من نهاية المرحلةِ الاولى من العمليّة البريّة في جنوب لبنان بعد شهرٍ من بدئها. فهل يعني الأمر أن هناك مرحلةً ثانية وربما أكثر من مرحلة؟ وماذا ستتضمن المراحلُ اللاحقة؟ إنهما سؤالان مطروحانِ بقوة، وخصوصاً أنّ إسرائيل لم تكشف حتى الآن خُطتها العسكرية الكاملة، وتكتفي بالحديث عن المراحل، واحدةً تلو الأخرى. إقليمياً، صحيفة “واشنطن بوست” نقلت عن مسؤولينَ إسرائيليين أنّ إيران تستعد لمهاجمة إسرائيل خلال ايام، وقد ترافق ذلك مع تهديد المرشد الايراني علي خامنئي إسرائيل والولايات المتحدة بردٍّ ساحق على الهجمات ضدَّ إيران وحلفائِها. لكنّ خامنئي لم يحدّد لا نطاقَ الرد ولا توقيتَه. فهل التهديدُ الإيراني جِدّي، أم أنه مُوجّه إلى الداخل الإيرانيّ لشدّ العصب ورفعِ المعنويات، وخصوصاً بعد الضرباتِ الموجعة التي تلقّتها إيران؟