اسرائيل تناور في لبنان، تماما كما ناورت في غزة. والمناورة الاسرائيلية مناورتان: في الميدان وفي السياسة.
تل ابيب على الصعيد العسكري تعلن الشيء ونقيضه في آن. فتارة تعلن انها في طور انهاء العمليات العسكرية في قرى الجنوب وبلداته ، وطورا تعلن انها في طور توسيع عملياتها ومناوراتها.
وفي السياسة تارة تنشر اجواء عن تقدم في المحادثات الهادفة الى وقف لاطلاق النار مع حزب الله، وطورا تبث اجواء معاكسة يستنتج منها ان المرحلة هي لتقطيع الوقت لا اكثر ولا اقل.
فاي جو اسرائيلي هو الاصح؟ المعطيات والمعلومات تفيد ان اسرائيل لن تقدم لجو بايدن في نهاية ولايته ما لم تقدمه له منذ ثلاثة عشر شهرا، ، وبالتالي فان المفاوضات لن تصل الى اي نتيجة عملية، فيما التصعيد العسكري سيكون مبدئيا سيد الموقف من الان والى نهايات كانون الثاني المقبل.
في الاثناء، الانظار اتجهت اليوم الى المملكة العربية السعودية حيث انعقدت القمة العربية – الاسلامية، والتي قدمت كل دعم ممكن للبنان. اللافت على هامش المؤتمر الاجتماع الذي جمع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بالرئيس السوري بشار الاسد.
كما لفت قبل القمة قول النائب الاول للرئيس الايراني ان هدف ايران هو انهاء الحرب ووقف سفك الدماء في لبنان وفلسطين. وهو قول لا يتلاءم مع ما قاله الامام الخامنئي الاسبوع الفائت وفيه ان النضال سيستمر في لبنان وفلسطين وغزة بما يؤدي الى انتصار جبهة المقاومة. فاي ايران نصدق؟ ايران المرشد الاعلى ام ايران نائب رئيس للجمهورية؟
الاكيد ان المرشد الاعلى هو من يملك مفتاح قرار الحرب والسلم، وبالتالي فان كل ما قاله نائب رئيس الجمهورية الايراني قبل القمة العربية وخلالها هو للاستهلاك ولذر الرماد في العيون لا اكثر ولا اقل.