كلمة قمة لم تعد تنطبق على القمة الاقتصادية التنموية التي تنعقد في بيروت وقد أقفلت بورصة الرؤساء المشاركين فيها حتى الساعة على 2 فقط، لا أيها اللبنانيون ليست أميركا السبب وليست دول الخليج هي السبب ولا اسرائيل وإن كان من أدوار لهذه الدول فأي دور لعبه لبنان لإفشال هذه المساعي، السبب هو المهرجان الميليشياوي الذي غطته الشاشات مدى أيام بلياليها والذي وضع لبنان في مصافي دولة مفككة لا حكم فيها ولا حكم، بل مجموعة متحكمين أطاحوا المؤسسات ونشروا الفوضى في أرجائها، ومن الطبيعي والحال كذلك أن يفقد الرؤساء والملوك والأمراء رغبتهم في المجيء، فأي داع طارئ يلزمهم على الارتماء في حلبة المصارعة من هذا النوع؟ أهي حاجة اللبنانيين لتطوير بلادهم وقد أظهر بعضهم كل ما يختزنه من إزدراء بمصالح وطنهم وبالأخوة العربية.
والمؤسف فيما يحصل أن لا أسف ولا ندم لدى المسؤولين، والمؤسف أكثر أن لبنان الدولة سيحتاج الى سنوات ضوئية لاستعادة نفسه من براثن خاطفيه الى التخلف، هذا إن بدأ مسيرة الإصلاح اليوم، الرئيس عون في حال غضب وقرف شديدين ولا ندري إن كان بين مقربيه من سينصحه بأن يطلب الى رئيسي موريتانيا والصومال عدم المشاركة في القمة كي يصبح في حل من المشاركة فيها لكي يتفرغ لإعادة النظر في تحالفاته التي صارت التزاما وحبا من جانب واحد، لما لا وقد سبقه الرئيس ميشال سليمان الى هذه الخطوة المنقذة فقرر الوقوف الى جانب الحق ولم يعبئ بالنتائج هيك هيك الجمهورية والعهد معطلان، توازيا كل المؤشرات تدل على أن الحكومة صارت من الماضي وقد عززت السجالات العنيفة المسجلة بين القيادات المعنية بالتأليف هذا الاعتقاد، في الاثناء جددت القيادتان الدرزيتان الدينية والسياسية البيعة لوليد جنبلاط.