في لبنان وقف اطلاق النار يترنح، وفي سوريا اطلاق النار يتمدد.
وبين الترنح اللبناني والتمدد السوري المنطقة كلها على فوهة بركان. فلليوم السادس على التوالي استمرت الخروقات الاسرائيلية جنوبا وبقاعا، وقد وصلت الى تنفيذ غارة على بلدة في شمال قضاء الهرمل.
وللمرة الاولى منذ وقف اطلاق النار رد حزب الله بقذيفيتن صاروخيتين على موقع رويسات العلم التابع للجيش الاسرائيلي.
والملاحظ ان الحزب اعتبر ان ما قام به عمل دفاعي اولي، في حين اكد نتانياهو ان اسرائيل سترد بقوة. فهل تبقى ردود حزب الله اولية ودفاعية ام سيكثف اطلاق قذائفه؟ وهل يؤدي الرد الاسرائيلي الى رد مضاد ما يعرض وقف اطلاق النار للانهيار التام؟
بمعزل عن اتجاه الامور في المرحلة المقبلة، الواضح ان تأخيرا ما يحصل على صعيد الالية العملية لمراقبة تنفيذ الاتفاق ، وهو ما حمل الرئيس نبيه بري على ان يدعو اللجنة المولجة مراقبة تنفيذ الاتفاق الى مباشرة اعمالها بشكل عاجل.
فهل تستجيب اللجنة لطلب بري، ام ان التأخير مقصود بشكل او بآخر ما يجعل لبنان في عين العاصفة من جديد؟
في سوريا الصورة اكثر غموضا. فالفصائل المعارضة بدأت تتقدم في ريف حماة الشمالي ، بعدما بسطت سيطرتها على حلب وادلب.
في المقابل باشر الطيران الحربي السوري والروسي قصف مواقع وتجمعات للفصائل المعارضة، فيما تدفق مئات المسلحين التابعين لفصائل عراقية مدعومة من ايران الى سوريا لدعم الحكومة.
كل هذه التطورات تؤشر الى ان الحرب في سوريا تكبر وتتسع ، ويمكن ان تتحول حربا اقليمية.
فايران التي خسرت اوراق قوة في غزة ولبنان، لا يمكنها الا ان تواجه بقوة في سوريا علها تستطيع الحفاظ على ما تبقى من نفوذها في الهلال المرتسم من ايران الى لبنان.