انتهت القمة العربية الاقتصادية وبدأت حسابات الربح والخسارة.
في المبدأ الرابحان اثنان، لبنان وقطر. فرغم كل الجهود السلبية التي بذلت لضرب القمة، لكنها انعقدت، صحيح ان التمثيل لم يكن على المستوى المتوقع لأن الرؤساء والقادة العرب غابوا باستثناء اثنين منهم، لكن لبنان ورغم أوضاعه السياسية غير السوية ورغم محاولة فريق من اللبنانيين ضرب صورة لبنان في العالم العربي، استطاع أن ينظم قمة عربية ناجحة إعدادا وتنظيما، والأهم ان غياب القادة والرؤساء لم يؤثر على طرح لبنان القضية الأساسية التي تعنيه مسألة اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين.
هكذا فالبيان الصادر باسم جميع قادة الدول العربية والذي تلاه الوزير جبران باسيل، يدعو دول العالم بأسرها إلى تحمل مسؤولياتها وتعزيز الظروف المؤاتية لعودة النازحين واللاجئين إلى أوطانهم.
إن بيان بيروت يشكل انتصارا معنويا ونظريا للبنان، والمهم ان يأخذ مساره إلى التحقق العملي ليحرر لبنان من أهم خطر بنيوي يهدد توازناته داخليا، لا بل يهدد كيانه ووجوده.
الرابح الثاني قطر، فأميرها كان نجم المؤتمر بلا منازع، واستطاع ان يخطف الأضواء منذ وصوله بيروت حتى مغادرتها بعد انتهاء الجلسة الافتتاحية. ومجيئه إلى بيروت بعدما كانت قطر أعلنت انه لن يأتي، يشكل رسالة مثلثة الأبعاد:
الأولى إلى سوريا، التي هي على عداء حالي مع قطر بعدما عارضت الأخيرة بقوة إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
الرسالة الثانية إلى السعودية ودول الخليج، فقطر أثبتت بدخولها من جديد وبهذه الطريقة إلى الساحة اللبنانية أنها تملك أوراق قوة فيها.
أما الرسالة الثالثة فإلى العرب أجمعين، وفحواها أن قطر استطاعت أن تكسر الحصار المفروض عليها انطلاقا من البوابة اللبنانية.
على أي حال القمة انتهت، غدا يعود لبنان إلى همومه الداخلية وفي طليعتها تشكيل الحكومة. وفي معلومات ال”MTV”، فإن ثمة مبادرة حكومية أخيرة ستبدأ معالمها بالتبلور غدا، وهي التي حملت الرئيس الحريري على عدم السفر إلى دافوس للمشاركة في المنتدى السنوي. فهل تنجح المبادرة الحكومية الجديدة أم يدخل لبنان في النفق المجهول؟.