Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الأحد 05/01/2025

لا للقوى الامنية الشرعية اللبنانية، ولا للقضاء اللبناني. لاءان كبيرتان وبالخط العريض رفعهما المسؤول في حزب الله وفيق صفا في وجه الدولة اللبنانية ليوم. فالرجل العائد الى الساحة بعد غياب قسري طويل رجع الى لغته الخشبية القديمة، كأن شيئا لم يكن! واللغة الخشبية عند صفا تُختصر بكلمتين: التهديد والوعيد. لكنّ التهديد والوعيد لا يمسان ابدا باسرائيل، بل فقط ..بالداخل! فمع ان صفا وقف حيث استُشهد السيد حسن نصر الله، فانه لم يتذكر اسرائيل الا قليلا، بل صبّ سخطه وغضبه على الداخل، كأن الداخل هو من اغتال نصر الله. وفي السياق اكد صفا ان الحزب لم يضعف ولم ينهزم، مستشهدا بامرين: حادثة المطار قبل يومين، وحادثة الفاشنيستا الثلاث قبل اسابيع. في الموضوع الاول التهديد واضح ، ولو بين الكلمات.. اذ ذكر صفا مرتين انه حيث يقف يبعد فقط عشرات الامتار عن مطار رفيق الحريري الدولي. كأنه يقول ولو بلغة مبطنة للقوى الامنية المكلفة امنَ المطار: اما ان تفعلوا كما نقول، واما انتم مهددون حيث انتم. واما ان يكون الامرُ لنا في المطار، واما عليكم ان تتحملوا العواقب. وفي حادثة الفاشنيستا الثلاث، كلام صفا يُدينُه، اذ اورد ما معناه ان ضغط الشارع الذي نظمه ورعاه حزبُ الله هو ما سمح باطلاق سراح الفاشنيستا الثلاث. فهل ابلغُ من هذه الادانة الذاتية يقدمها وفيق صفا لتدخله مرة جديدة في ملفات قضائية ممنوعٌ التدخل فيها؟ هكذا اذا، نحن امام ظاهرة خطرة من جديد. فالامر لا يتعلق بوفيق صفا فحسب، بل بتفكير قياديي حزبٍ باكمله. فحزب الله يعتبر نفسه فوق المؤسسات وفوق القانون وفوق القضاء وفوق القوى الامنية الشرعية، اي باختصار فوق الدولة!

رئاسيا، قال صفا ان لا فيتو للحزب على احد الا على سمير جعجع، لانه، حسب قوله، مشروعٌ تدميري ومشروعُ فتنة ومشروعُ حرب. فقبل ان يتهم صفا سواه بالتدمير ليته التفت الى الضاحية والجنوب والبقاع ليتذكر من كان السبب في تدميرها! وقبل ان يتهم صفا سواه بالفتنة، ليته تذكر أليوم غير المجيد في 7 ايار، وتذكر يوم القمصان السود وسواه من الايام السود في تاريخ لبنان ! وقبل ان يتهم صفا سواه باضرام الحروب، ليته تذكر حرب تموز 2006 التي انتهت بعبارة لو كنت اعلم ، وليته تذكر حرب ال 2024 التي لم تأت الا بالذل على لبنان في الحرب كما في وقف اطلاق النار . ثم، من يكون مشروع حرب يا ترى: هل من يطرح جعجع كرئيس، ام الذي يعتبر طرح جعجع مشروع حرب، ما يعني انه مستعد لشن حرب منعا لوصوله الى قصر بعبدا؟ “ما بقا حدا يجربنا” هكذا قال صفا. فمتى يدرك الاخير ان لا احد يريد ان يجربه. جل ما يطلبُه معظم اللبنانيين ان يوقف حزبُ الله تجاربه فيهم وبوطنهم ، لانهم ما عادوا يتحملون تجاربه الفاشلة والمدمرة!