بين القمة والمنحدر وقطر والخطر والاستحضار السوري وانعكاسه على نوعية الحضور العربي لا بد من قراءة هادئة لنتائج القمة. اين ربح لبنان واين خسر؟ في الشكل ربح لبنان تنظيم القمة على ارضه واستحق الثناء على قدرته التنظيمية كما اثمر شراء قطر سندات خزينة بخمسمائة مليون دولار وقد تعالت الدوحة على كل الانتقادات.
اما في السياسة فاذا كانت غاية بعض المنظمين من القمة هي تلقيح جدول الاعمال بالملف السوري فقد نجح المنطمون في ذلك الى حد لامس تغييب الدولة اللبنانية ككيان له مصالحه وتحديدا مع عرب القمة.
حتى ان نجاح لبنان في ابقاء ملف عودة النازحين حيا لم يتعد النصر المعنوي، لان اليات تنفيذ العودة تتعارض مع المزاج العربي والدولي العام ومع مصالح النظام السوري غير الراغب في اعادة النازحين، اضافة الى انقسام الرأي اللبناني حول طرف اعادة النازحين.
اما في موقع لبنان ضمن الاسرة العربية بعد القمة فان الانطباع العام يجنح نحو الاعتبار بان لبنان خطا خطوة جديدة نحو الالتحاق بصف الممانعة.
ولاستكمال الصورة لا بد من التوقف عند الدوافع المبهمة الكامنة وراء بعض القرارات فقطر المعادية للصف السعودي الاماراتي هي في نفس الوقت عدوة حلفاء رئيس الجمهورية وقد نجح الرئيس في دعوتها الى القمة فكانت النتيجة ان الدعوة اثارت امتعاضا سوريا وخليجيا انضم اليه حزب الله الذي لم يخصص قطر بالنقد لتماهي الدوحة مع طهران في الكباش الخليجي فاذ بالحزب يهاجم القمة برمتها لان سابقاتها القمم العربية لم تحرر فلسطين.
في الانعكاس الداخلي للقمة هي لم تفاقم الشرخ الداخلي والدليل تجلى في اللقاء السريع بين الرئيس الحريري والوزير باسيل لكن للاسف يبدو ان النيات الصادقة للرجلين لم تقترن بالمعادلة الذهبية المنتجة للحكومة بعد رغم ليونة الحريري حيال حكومة من 32 وزيرا فالخروج عن مبدأ توزير العلوي والمسيحي من الاقليات سيشكل على الارجح تضاف الى معضلة توزير السني المعارض.