الحراك الحكومي مستمر كذلك الاتصالات الظاهرة والخفية، محور الحراك اليوم عين التينة التي زارها رئيس الحكومة المكلف والتقى رئيس مجلس النواب، اهمية الزيارة في أمرين، الاول انها شكلت تطبيعا للعلاقة بين الرجلين بعد المناوشات الكلامية بينهما على خلفية مشاركة ليبيا في القمة الاقتصادية العربية، أما الامر الثاني فهي حصولها بعد أقل من 24 ساعة على زيارة الوزير باسيل بيت الوسط، ما رشح من اللقاء ان ثمة تقدما على صعيد التشكيل عبر عنه الرئيس بري بوضوح اذ قال في دردشة مع الصحافيين أن الحريري يأمل خلال اسبوع او اقل بأن ترى الحكومة العتيدة النور، فهل تصدق توقعات رئيس الحكومة المكلف هذه المرة، أم ان اللبنانيين سيعيشون بعد اسبوع او اقل خيبة أمل اخرى وسيشهدون اهتراء اكبر وأخطر.
هذا بالنسبة الى التوقيت، اما بالنسبة الى الصغية المتداولة فالمعلومات تشير الى ان حكومة ال 32 وزيرا التي كانت طرحت في الساعات الماضية سقطت نهائيا وبالتالي فإن البحث يدور حول حكومة ثلاثينية وعليه فإن الأمور عادت الى المربع الأول اي تمثيل “اللقاء التشاوري” بشخصية غير استفزازية شبيهة بما كان يمثله جواد عدرا، لكن السؤال على حساب من سيتم توزير هذه الشخصية؟ على حساب “التيار الوطني الحر” ام على حساب “تيار المستقبل”؟ الأيام القادمة كفيلة بالاجابة عن السؤال علما ان المعطيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تؤشر الى وجود رغبة لدى معظم الاطراف للخروج من عنق الزجاجة.
توازيا، تفاعلت اليوم قضية دعوة الشيخ نصرالدين غريب الى جانب الشيخ نعيم حسن لحضور القمة العربية فغرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط معربا عن حزنه على ما تبقى من عهد قوي، فهل نكون أمام اشتباك سياسي جديد بدلا من إيجاد حل للأزمة الحكومية المستعصية؟