حتى الساعة وما لم يفاجئنا الثنائي المتفائل سعد الحريري وجبران باسيل بمعادلة خلاقة، تخرج الحكومة من عنق الزجاجة برضى المعنيين بالتأليف جميعا ومباركتهم، فإن تفاؤلهما بحسب المتابعين لا يستند الى معطيات ملموسة يمكن البناء عليها، اللهم غير المعلومات المسربة من اوساطهما، والتي تفيد بأن عملية تبادل الحقائب صارت شبه منجزة، ولا ينقص انجاز الولادة الحكومية سوى بعض التفاصيل التي يمكن تجاوزها بقليل من الجهد، المثير للغرابة فيما يسوق من على ضفاف نهر السين حيث يفترض ان يلتقي الرئيس المكلف رئيس التيار الحر، أنه يناقض تماما أجواء شركاء التأليف المتموضعين على ضفة الثامن من اذار، فعين التينة على تحفظ وحذر من المسار الذي يسلكه الرئيس الحريري، وحزب الله الصامت حكوميا كأبو الهول نطق في حناجر اللقاء التشاوري السني ما يسقط أي أمل بولادة قريبة للحكومة.
وقد بدا اللقاء التشاوري الذي اجتمع في طرابلس في منزل أحد صقوره النائب جهاد الصمد بدا وكأنه حظي بجرعة دعم من الضاحية، اذ لم يكتف بتكرار مواقفه الرافضة اقتسام ولاء وزيره مع أي كان بل صوب بالمباشر على الوزير باسيل رافضا ان يمتلك أي حزب الثلث المعطل في الحكومة، ولم يتوقف التشاوري عند هذا الحد بل حاول نزع صفة السني المتشيع عنه فاتهم الرئيس المكلف بالتنازل عن الكثير من صلاحياته معيدا رئيس الحكومة الى رتبة الباش كاتب في حكومات ما قبل الطائف، وكي لا تقفل بورصة التشكيل على نقطة متشائمة ذكر المراقبون بأن أمام الساعين الى التأليف حتى اخر الشهر لاستيلاد الحكومة، ولفتوا الى ان الرئيس المكلف يراهن على خوف الجميع من الوضع الاقتصادي والأرقام المالية المقلقة والتصنيفات المريبة أن تلعب كلها في صالح تخفيف الانانيات بما يساعده على اخراج الحكومة من عنق الزجاجة.