ليالي باريس الهادئة، لم تمنح حتى الساعة صفاء الذهن المطلوب من الرئيس الحريري والوزير جبران باسيل، لاجتراح معجزة التأليف، علما أن لقاءات الحريري الباريسية، أنتجت مشاريع رؤساء وسهلت ولادة حكومات ذات يوم، فما المطلوب لتكرار الأعجوبة؟.
المطلوب تنازلات لم تحصل حتى الساعة، رغم توافق الجميع على أنها الباب الوحيد للحل ومن دونها لا حلول. إلا أن المشكلة تكمن في التطبيق، والجميع يعرف بأن تبادل الوزارات هو ذر للرماد في العيون، والعائق أمام الولادة عقدتان لا ثالث لهما، الثلث المعطل الذي يرفض الحلفاء والخصوم منحه ل”التيار الوطني الحر”، ودور وزير “التشاوري” السني، صوته وتموضعه. والدليل الواضح على صحة هذا التشخيص هو جنوح “التيار” نحو التصعيد، إذ سربت مصادره من باريس، إما حكومة هذا الأسبوع وإلا فإن “التيار” ورئيسه لن يبقيا ساكتين صامتين بعد الآن.
في العملاني، الرئيس الحريري لم ييأس بعد، وهو يواصل لقاءاته مع الوزير باسيل، وقد وسع بيكار اتصالاته لتشمل الدكتور سمير جعجع. لكن الجو العام يوحي بأن لا حكومة في المدى المنظور، ولا نتبنى نبوءة أكثر تشاؤما مفادها ان لا حكومة في المطلق.
من أين يأتي الفرج إذا؟، من السيد حسن نصرالله ما لم يكن ينوي إدخال البلاد في أزمة حكم طويلة، وهو بكل بساطة قادر في إطلالته التلفزيونية بعد قليل، على تهدئة حماس “التشاوري” السني، ومنح الرئيس عون- إذا كان زعلانا من الوزير باسيل- شكلا من أشكال الشعور بالثلث الضامن عبر وزير ملك، وتنتهي الأزمة. والحزب كان استخدم هذه السياسة، عندما طلب من حليفه سليمان فرنجية إخلاء طريق بعبدا للرئيس ميشال عون، والظرف الآن أخطر و”التشاوري بالعب” ولبنان “أبدى” من فنزويلا.