لا هي حكومة وحدة وطنية ولا هي حكومة توافق وطني ولن تكون طبعا حكومة الى العمل كما اسماها الرئيس سعد الحريري ليس بفعل التباينات الكبيرة التي تفرق بين مكوناتها فقط بل لان الحكومات في الديمقراطيات العريقة تتشكل اما من اكثريات مطلقة تفرزها الانتخابات النيابية ام من ائتلاف بين قوة او اكثر تتحول اكثرية حاكمة فيما تتجه الاقليات الى معارضة اما عندنا فكل ما تفتقت عنه عبقريات مغتصبي الطائف هو ان توضع كل الاطياف المتعارضة في حكومة واحدة دكما ويحركها ضابط من عنجر وخرج الضابط ولكننا تمسكنا بالتقليد.
هذا الواقع النافر هو السبب الكامن وراء المستعر بين التقدمي الاشتراكي والمستقبل والتيار الحر واللقاء التشاوري الذين انفجرت قلوبهم الملآنة بعد اقل من 24 ساعة من ولادة الحكومة وقبل انجاز عمليات التسليم والتسلم وحتى قبل الانتهاء من صياغة البيان الوزاري.
وحده السيد حسن نصرالله بدا هادئا ودعا الى التعلق وتبريد الخطاب واصر في اطلالته على التأكيد بان وزير الصحة جميل جبق ليس منضويا في صفوف الحزب بل صديقا موثوقا به تحاشيا لتمثيله والحزب تبعات اي حصار تتعرض له الوزارة.
وسط هذه العورة الخلقية الاخلاقية الدستورية التي تضرب الحكومة الوليدة لم يعد صعبا على اللبنانيين وعلى اصدقاء لبنان التكهن بان هذه الحكومة لن ننتج غير المزيد من الاساءة الى سمعة لبنان والى مصالح اللبنانيين ومستقبلهم اذا لم تصحح مسارها اليوم قبل الغد. فاذا اختلفت مكوناتها الرئيسة على تشكيل ضابط ومعاقبة اخر فكيف ستقارب المواضيع الشائكة التي تنتظرها؟
وكيف ستتعاطى مع المشاريع الدسمة التي قد تسبب حرب السيطرة على ملياراتها بمجازر سياسية كي لا تقول اكثر؟ وفيما حرب السجالات على اشدها كانت ابو ظبي تشهد اكبر تظاهرة انسانية دينية جمعت اكبر المرجعيات الاسلامية والمسيحية في العالم يتقدمها رأس الكنيسة الكاثوليكية وشيخ الازهر في ضيافة الشيخ محمد بن زارد الهيان ورعايته في لقاء كوني تاريخي جامع اطلق عليه عنوان لقاء الاخوة والانسانية. وسيتوج البابا فرانسيس زيارته بترأس قداسا احتفاليا ضخما الثامنة والنصف من صباح الثلاثاء ينقل مباشرة على شاشة الـmtv.