مع بعض التعديلات التي وصفت باللغوية وافق مجلس الوزراء على صيغة البيان الوزاري، هذا كان متوقعا كما يمكن توقع حصول الحكومة على ثقة مريحة جدا، كيف لا ومعظم العائلات السياسية المكونة لنسيجها تنحدر من المجلس النيابي، أما مصدر الاعتراض الشديد الذي سجله وزراء القوات اللبنانية على بند سلاح المقاومة وتم تسجيله في محضر الجلسة فاستمد مبرره القوي من خطاب السيد حسن نصرالله أمس في العيد الأربعين للثورة الايرانية، حيث تكلم مستقويا بأرجحية السلاح مفصحا عن نية جدية بتغيير موقع لبنان السياسي ونهجه الإقتصادي من خلال التسويق بأن إيران يمكنها أن تلعب دور الشريك الوحيد الكامل والشامل للبنان وبحيث يصبح باستطاعته الاستغناء عن صداقة كل العرب والعالم خصوصا المعنيين منهم بسيدر.
وإذ قلل شركاء حزب الله من الحكومة من وطأة كلام نصرالله على آذان شركاء لبنان العرب والأجانب بما هو خطاب تعبوي غير قابل للتطبيق إلا أن المرجعيات الدبلوماسية وضعت مواقف الحزب تحت المجهر لرصد مدى تأثيرها على مسار الحكومة وتوجهاتها معتبرة أنها لا تخدم مصلحة لبنان ولا حكومته الساعية الى الخروج من التعثر الاقتصادي والمالي والتواقة الى استدرار أموال سيدر والاستثمارات العربية والدولية، وفي انتظار دخول الحكومة جنة المجلس النيابي للحصول على الثقة الثلاثاء والأربعاء المقبلين استنفر لبنان الرسمي لمواجهة طحشة اسرائيل السافرة على غازنا ونفطنا جنوبا فيما كانت الفرقة الرابعة في الجيش السوري تتوغل في بلدة طفيل على الحدود الشرقية وتقيم مواقع لها على تخومها حارمة الأهالي من الوصول الى معظم أراضيهم الزراعية.