مار مارون في عيده حقق معجزة، فمن زمان لم يتمتع اللبنانيون بمشهد مكتمل لدولتهم بأركانها الثلاثة، وبحكومة جديدة على موعد مع الثقة في الأسبوع المقبل. المشهد هذا تحقق اليوم في قداس عيد مار مارون، مذكرا اللبنانيين بأيام الدولة، لكن المهم أن لا يبقى ما رأيناه مجرد مشهد شكلي، بل أن يعبر عن مضمون، وهو أمر صعب ما دامت النار كامنة تحت الرماد، وما دامت الحكومة يمكن أن تتحول في أي ساعة ميدان صراع وساحة لتصفية الحسابات، وكم هي كثيرة وصعبة ومعقدة.
البدايات اليوم تجلت في المختارة، حيث هاجم رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، التركيبة السياسية والوزارية الحالية، الهادفة إلى اعادة المختارة سبعين سنة إلى الوراء، كما قال، فأكد أن المختارة باقية وأن ما من أحد سيتمكن من اقتلاعها.
موقف جنبلاط يثبت مرة جديدة أن معركته مع التركيبة الحاكمة، ستبدأ فعليا ما ان تباشر الحكومة أعمالها. وهو في كلمته ركز على مواضيع خلافية بامتياز، مثل الخصخصة التي أطلق عليها صفة المتوحشة، والعلاقة مع النظام السوري، وتشمل طبعا ملف النازحين.
توازيا، لا تزال قضية جورج زريق تتفاعل عند الرأي العام، الذي دعم عائلته معنويا إلى اقصى حدود الدعم. في حين تلقت عائلة زريق دعما ماديا من عدد من الجهات القادرة والفاعلة في لبنان والخارج. لكن المؤسف الاشكال الذي حصل بين الصحافيين وعدد من عائلة زريق أثناء تغطيتهم مراسم جنازته، إذ ووجه الصحافيون بالشتم والضرب وتكسير الكاميرات، ولكن الوضع سوي عصرا عبر بيان أصدرته العائلة، واستنكرت فيه ما تعرض له الصحافيون.
على أي حال قضية جورج زريق لا تزال تتفاعل، وسيشهد الاثنين تظاهرة أمام وزارة التربية استنكارا لما حصل. فهل تدرك الدولة أن القرارات العشوائية التي اتخذتها بخصوص السلسلة والدرجات الست وسواها، وضعت الأهالي والمؤسسات التربوية وجها لوجه، فيما استقالت هي من دورها على صعيد الأمن الاجتماعي والدعم التربوي؟، وهل أقسى من أن يعيش الانسان في دولة مستقيلة.