مداخلات النواب في اليوم الثاني من جلسات الثقة بالحكومة خفت فيها الشعبوية وكثرت الارقام وتعززت بالحجج والوقائع التي اقل ما يقال فيها انها كارثية فالاجماع كبير على ان غالبية الشعب صارت تحت خط الفقر فيما الدولة صارت تحت خط الدول ومقاييسها ان لجهة الفساد المستشري في اداراتها او لجهة غياب الشفافية والمحاسبة او لجهة استباحة اموال المكلفين وتسييرها مشاريع مشبوهة تصب في جيوب المحاسيب، في وقت انحدرت احوال المواطن من مواطن محروق ماديا ومعنويا الى مواطن يحرق نفسه بعدما استعصى عليه الحصول على الكتاب والرغيف لاطعام اولاده وتعليمهم، هذا الواقع المرير وتناهي عدد من النواب مع اصوات الناس التي تنقلها وسائل الاعلام دفعا النائب جورج عدوان الى اقتباس حرفي لمقدمة اخبار الmtv امس فتلاها في مقدمة مداخلته في مجلس النواب اليوم.
ويقول الملدوغون ولهم الحق بان ما يقال تحت قبة البرلمان على اهميته وخطورته سيتطاير هباء بانتهاء الجلسات على ما جرت العادة. فهي ليست المرة الاولى التي يقبض فيها على الفساد منبريا ويظل الفاسدون احرارا ويسأل المواطنون: كيف تستقيم العدالة وتسير عجلة الدولة وبعض النواب يتنمرون بسلاحهم على زملائهم الذين لا سلاح لهم غير الدستور والقوانين؟ وقد وصل بهم الامر حد الازدراء بالرئيس الشهيد بشير الجميل. ويجيب العارفون ان هذه المرة غير كل المرات فاما ان ننهض بالدولة ام نتسبب بتدميرها.
تزامنا حدثان شهدهما العالم ولبنان اليوم مؤتمر وارسو الذي دعت اليه واشنطن لمحاربة الارهاب وتعزيز السلام ومنتدى الطائف الذي انعقد في بيروت بالتعاون بين مؤسسة الحريري والسفارة السعودية وجرى فيه التأكيد على الطائف والانجازات التي تحققت في ظله.
اما غدا فيحتفل لبنان بذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري بما تحمله المناسبة من حوافز لاستنهاض روح العيش الواحد ولشبك الايدي والارادات تعزيزا للدولة ورفضا للدويلة.