غدا يوم آخر، فالثقة النيابية شيء والثقة الشعبية شيء آخر، كما أن الملفات الساخنة التي تنتظر الحكومة كثيرة ومتشعبة ومعقدة، والأكثر إلحاحا وخطورة بينها الإصلاح كما ورد في مقررات “سيدر”، لذا من الطبيعي أن يشكل مؤتمر “سيدر” الإهتمام الأساسي للرئيس الحريري، في يومه الأول بعد نيل حكومتة الثقة، حيث دعا إلى اجتماع تشاوري موسع مع المؤسسات والهيئات المالية العربية والدولية التي التزمت دعم لبنان في المؤتمر المذكور. والسؤال هل الحكومة الجديدة قادرة على تحقيق الإصلاحات المطلوبة، وعلى اتخاذ قرارات جريئة غير شعبية؟، أم أن منطق الفساد والشعبوية سيبقى مهمينا بحيث تضيع على لبنان آخر فرصة للنهوض من كبوته الإقتصادية؟.
ومع الإستحقاق الإقتصادي الداهم برزت مخاوف على الصعيد الأمني، وهو ما تجلى في الشويفات، حيث تعرض شقيق علاء أبي فرج لإطلاق نار، اللافت أن الحادثة حصلت بعد حوال أربع وعشرين ساعة على صدور التقرير المتعلق بأحداث الجاهلية، فهل ثمة من يعمل على إدخال الفتنة إلى داخل البيت الدرزي لتحقيق أهداف وغايات سياسية؟.
وسط هذه الأسئلة المشككة إقتصاديا وأمنيا، برز بصيص أمل على الصعيد البيئي بعد تقرير “mtv” المرعب عن مدى التلوث الذي تلحقه مخيمات اللاجئين السوريين بنهر الليطاني، بدأت عملية إزالة هذه المخيمات، والمطلوب أن تستكمل الجهات المعنية ما بدأت به، فلبنان لم يعد يتحمل بيئيا وصحيا، ولا يريد له أبناؤه أن يتحول من وطن الرسالة إلى وطن الأمراض والأوبئة والسرطان.