أيها اللبنانيون، لبنانكم ليس في صحة جيدة، ورغم أن هناك من سينبري لاتهامنا بأننا ندفع الناس إلى اليأس، إلا أننا لن نكسر مرآتنا، لأنها لا تعكس إلا الصور غير الجميلة لبعض القيادات التي تتحكم بمصائرنا.
ولنفرض أننا سكتنا عن الوطن المستباح، فمن يسكت الدول الصديقة المعنية بنهضة وطن الرسالة؟، ومن يسكت مبعوثيها عن انتقادنا والتقريع لمسؤولينا المقصرين عن القيام بأبسط واجباتهم تجاه لبنان، وليس آخرهم بيار دوكان المبعوث الفرنسي المكلف متابعة مندرجات “سيدر”؟، فقد كان دوكان واضحا مع من التقاهم من مسؤولين لبنانيين أمس، إذ قال لهم مباشرة: إن البيان الوزاري، وإن تضمن نفسا إصلاحيا، إلا أن ذلك لا يكفي، بل يتعين الشروع فورا بإعداد القوانين الإصلاحية وإقرارها وتطبيقها، كما يتعين إعداد الخطط التنفيذية للمشاريع الإنمائية، وفي مقدمها الكهرباء والنفايات.
وأضاف أن شيئا من ذلك لم يحصل، بل بالعكس فإن الخلافات مستحكمة على كل مشاريع “سيدر”، وأصداء التراشق بتهم الفساد تضج بها عواصم العالم. وقد حدد دوكان لهم مهلة شهرين وإلا تفكك “سيدر” وسقط لبنان في المحظور.
وما لم يقله دوكان، قاله تقرير وكالة “ستاندرد أند بورز” التي خفضت التوقعات المستقبلية للبنان من مستقرة إلى سلبية، ولو أنها حافظت على تصنيفنا الإئتماني عن “-B”.
توازيا الوضع السياسسي الداخلي أصيب ب”نقزة الميت” جراء الصاعقتين الدوليتين، لكن شيئا لم يظهر حتى اللحظة يدل على أن القادة اتعظوا وقرروا سلوك دروب الإنقاذ، فاستمرت المناكفات عنيفة بين “حزب الله” الذي يصر على لعب دور الشريف الذي يلاحق اللصوص في أفلام الغرب الأميركي، وتيار “المستقبل” الذي رفض دور الهندي الشرير، ولم يكتف بالوقوف إلى جانب الرئيس السنيورة وتأييد مضبطته الإتهامية ل”حزب الله”، بل ذهب أبعد من ذلك، داعيا الحزب إلى بدء الإصلاح من نفسه.
في الإثناء، اندلعت معركة فرعية “تويترية” متجددة بين رئيس “التقدمي” وليد جنبلاط والثنائي ارسلان- وهاب، على خلفية منح سوريا دورا قنصليا للشيخ نصر الدين الغريب، إذ أعطته وحده صلاحية المصادقة على صحة هويات المشايخ الدروز الراغبين في دخول أراضيها.