الحكومة في الأسبوع الطالع أمام إمتحان كبير، فليس طبيعيا أن تتعرض في غضون أسبوعين متتاليين لهزتين كبيرتين، الأولى في قصر بعبدا بين “التيار” و”القوات”، والثانية بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” على خلفية رفع الحزب شعار مكافحة الفساد.
ومع أن الشعار جذاب في المبدأ ويستقطب تأييدا شعبيا واسعا ويعبر عن مطلب محق، لكن “حزب الله” اقترف خطأ في الشكل بطريقة مقاربته للموضوع، فمحاربة الفساد لا يمكن أن تكون إنتقائية، بحيث تبدو إستهدافا لحزب آخر محدد، بل ينبغي أن تكون شاملة، كما لا يصح أن تكون مطالبه بمحاربة الفساد حكرا على فريق سياسي واحد، وعليه، ينبغي وضع خطة عمل متكاملة لمثل هذا الموضوع المهم والحيوي، إنه جزء من خطط شاملة، لا أداء على القطعة لحزب أو تيار أو فريق معين.
توازيا، الأصوات ترتفع محذرة من أداء حكومي لا يستجيب لمتطلبات المرحلة، أبرز الأصوات البطريرك الراعي الذي تساءل كيف تستطيع الحكومة الجديدة القيام بالإصلاحات الجريئة، فيما هي تحمل الخزينة أثقالا مالية باهظة من دون موازنة؟.
يأتي هذا الموقف في وقت نقل فيه المبعوث المكلف مواكبة تنفيذ مقررات مؤتمر “سيدر” بيار دوكان، أن على الحكومة أن ترسل إشارات إيجابية للمجتمع الدولي، بأنها باقية على موقفها، في ما خص تنفيذ مقررات مؤتمر “سيدر”.
كل هذا يثبت أن الحكومة مطالبة بدءا من الغد بالكثير، وأن تتحول فريق عمل واحدا متماسكا ومتكاملا، فهل تنجح في تحقيق المطلوب، أم أن الطبقة السياسية الحالية ستثبت مرة جديدة فشلها وغياب الرؤية والتخطيط والمبادرة لدى معظم مكوناتها؟.