الخلافات التي تتوسع وتكبر بين اهل الدولة حول كل المسائل والملفات، من النأي بالنفس والتطبيع مع سوريا وعودة النازحين، مرورا بملفات الكهرباء والماء والنفايات واستخراج الغاز والنفط، وصولا الى محاربة الفساد، هل هي شاملة وعلمية، ام هي خاصة وانتقائية؟.
هذا الفيض من السلبيةلا يعطل عمل الحكومة فحسب، بل يعطل ماكينات الدولة ويدمر فرص سيدر ويخيف المليون سائح سعودي المتوقع مجيئهم الى لبنان هذا العام، وربما وصل الى حد تهديد السلم الاهلي.
هذا الواقع البركاني دفع اهل الحكم الى عقد هدنات شفوية ووقف الحملات الاعلامية، اهمها تنصل الوزير باسيل من مضمون مقدمة “او تي في” في اتصال بالرئيس الحريري.
الصمود المرجو للهدنات يمهد لازالة الاورام الحديثة الولادة، بما يعيد فتح ابواب العمل امام مجلس الوزراء، فتكون جلسته الثالثة ثابتة وبناءة وتبرهن ان حكومة الى العمل ذاهبة الى العمل.
وكان الوضع السجالي اخذ منحى طائفيا مذهبيا على خلفية التصويب على الرئيس السنيورة في ملف الفساد، الامر الذي دفع المفتي دريان الى الاعلان من السراي ان الرئيس السنيورة هو خط احمر.
تزامنا كان الرئيس ميشال عون يؤكد ان معركة محاربة الفساد تتعرض لمقاومة كما حصل في الايام الاخيرة لكننا مصممون على ربحها.
في اي حال جلسة مجلس الوزراء الخميس ستشكل الاختبار الاول لصمود الحكومة، ولدى قدرتها على تصحيح مسارها لملاقاة تحديات الاصلاح التي يفرضها مؤتمر سيدر، والا تكون البلاد انحرفت الى مسار انحداري شديد الخطورة.
على الصعيد المالي قال الوزير علي حسن خليل لل “او تي في” انه انجز موازنة 2019، وارسل الى الوزارات موازنات وزاراتهم لوضع الملاحظات، واذ شكى تضخم هذه الموازنات وضعف البنود الاصلاحية فيها، وهذا ما لاحظه المبعوث الفرنسي بيار دوكين. اكد خليل في المقابل ان الاصلاح لا يعني مطلقا فرض ضرائب جديدة على الناس.