الورشة التشريعية في المجلس النيابي كثيرة حركة وقلة بركة، فاليومين التشريعيان لم تكن محصلتهما دسمة اذ حيل العديد من المشاريع الى اللجان للمزيد من الدرس، هذا يعني ان عطبا يصيب العمل البرلماني مرده الى ان اعضاء الغرفة الصغيرة لصنع القرارات وهي تضم القيادات الاساسية للبلاد غير متفقين بعد على مجمل المشاريع التنموية والاصلاحية، وهذا يتسبب بإعاقة العمل التشريعي والكل يعلم ان نواب الامة كما وزراءها يشكلون الذراع التنفيذية لهذه الغرفة او اذرع الاشتباك، قلة الصحين كانت ظاهرة ايضا في الجلسة الثالثة لمجلس الوزراء اذ فضل المجتمعون انعقاد هذه الجلسة بهدوء على مقاربة الملفات الشائكة حتى ان تعيين اعضاء المجلس العسكري الذي خيل للبعض انه موضع اتفاق تبين انه ليس كذلك وتم تأجيل البحث فيه الى موعد لاحق.
التردد في تشغيل الدولة محركاتها بما بتوافق مع احتياجات البلاد في مختلف المجالات يتعارض ايضا مع رعاة سيدر الذين تعاقبوا على زيارة المقارات في اليومين الاخيرني والاشكالية التي باتت تواجه الحكومة انها ادخلت نفسها في حلقة مفرغة فهي تريد من دول سيدر ان تبدأ بعطاءاتها على ان تقوم هي بالاصلاح، فيما تصر الدول المعنية على ان الاصلاح هو فصل سابق لا متأخر يضاف الى هذه المشكلة عقبة ثانية سياسية امنية مالية عنوانها حزب الله، فإذا نجح رئيسا الجمهورية والحكومة في اقناع عدد من الدول بأن الحزب يشكل جزءا من النسيج اللبناني وليس حزبا ارهابيا، وبالتالي يجب التعامل مع لبنان من هذا المنطلق، فإن الصعوبة الكبرى تكمن في اقناع الولايات المتحدة بهذا المنطق، فإذا وصفت مواقف مبعوثها دايفيد ساترفيلد بالمتصلة، فأي مواقف ستكون يا ترى لوزير الخارجية بابيو الذي سيحط في لبنان قريبا؟