هكذا وصفت رئيس الوزراء النيوزيلندية الاعتداء الارهابي الذي استهدف مسجدين في بلدها واسفر عن مقتل خمسين شخصا حتى الان، لكن الجمعة الاسود الذي اثار حالة استنكار في كل انحاء العالم يمكن ان يكون ليس احد احلك الايام في تاريخ نيوزيلندا فحسب، بل في تاريخ العالم اجمع، اذ ان المجزرة المزدوجة اثارت الخوف من تنامي ظاهرة العنف والكراهية مستقبلا، ومن تهديد نظرية التعايش بين الاديان وتثبيت نظرية صراع الحضارات.
في لبنان العاصفة الامنية القضائية مستمرة، فالفضائح تتوالى كاشفة الكثير من الوقائع والمواقع والاسماء، والابرز اليوم توقيف احد مرافقي المدعي العام سمير حمود بجرم تعاطي رشوات بالنسبة الى مؤتمر بروكسيل.
الجميع في انتظار عودة الرئيس الحريري لرصد حقيقة موقف الدول من مسألة النازحين، علما ان المؤشرات الاولية لا تبعث على الارتياح ولا سيما في ظل عدم وجود رؤية لبنانية رسمية واحدة لمعالجة الملف الشائك والمتفجر.
من مدينة الصلاة في فلسطين المحتلة الى مساجد الله في نيوزيلندا محاولات اختراق مرض خبيث اسمه العنصرية، بيوت امن الله ترفع، ويذكر فيها اسمه فإن المسجد الاقصى المبارك ارهاب دولة يقفل باب الرحمة امام المصلين ويعتدي عليهم وفي مسجد النور ارهابي ظلامي ستنسف الجرائم الارهابية ويفتح النار من خلف المصلين ويقتلهم بدم بارد وهم يقفون بين يدي الله.
انه الارهاب نفسه يثبت مجددا انه لا ينتمي الى دين ولا يمر بجانب الانسانية بيد انه خلطة من الشعبوية والتوجيه التي تولد تطرفا يمينيا يحول الموتى الى لعبة. انه الارهاب نفسه والمفارقة بين مشهدي الاقصى والنور.
ان الاسرائيليين الغزاة يستبيحون الارض واهلها في ظل سياسة التهجير وتحت رعاية وصمت دوليين، وان سفاحي نيوزيلندا ينظرون الى مواطنين في دولتهم يختلفون عنهم فقط في الدين ويتساوون معهم في كل شيء على انهم غزاة يجب ترحيلهم.
هو فصل من فصول الكيل بمكيالين وسياسة الصيف والشتاء تحت سقف واحد هي النازية والصهيونية وجهان لارهاب واحد. ولعل ابلغ ما يؤكد ذلك هو بيان منفذ المجزرة الذي اكد دعمه للرئيس الاميركي دونالد ترامب كرمز للهوية البيضاء المتجددة في اشارة الى التطرف الذي يبديه الاخير ازاء المهاجمين وتحديدا المسلمين.