ماذا يحصل بين تياري “المستقبل” و”الوطني الحر”، وهل المواجهة غير المباشرة بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، ذاهبة باتجاه التصعيد أم نحو التهدئة؟، مع أن تقديم جواب حاسم ونهائي صعب، لكن المؤشرات تنبئ أن المواجهة الحالية بلغت مداها، وأن الأمور تسير نحو التبريد.
في المعلومات أن الوزير باسيل أوعز إلى نواب تكتل “لبنان القوي” بعدم الإنجرار إلى الرد على مسؤولي “المستقبل”، وطالبهم في تعميم داخلي بالإكتفاء بالقول إنه في خطابه قصد الجميع بمن فيهم رئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر”، وبالتالي فإنه ليس على تيار “المستقبل” أن يشعر أنه المستهدف، بما قاله أمام مناصريه في احتفال البيال.
وعليه فإن الأسبوع الطالع حاسم بالنسبة إلى العلاقة بين الطرفين، والمحك المنتظر جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، وما ستظهره بالنسبة إلى نوعية العلاقة بين الطرفين. كذلك ثمة إستحقاق ثان يتعلق بزيارة بومبيو إلى لبنان.
لكن المعطيات المتوافرة تشير إلى أن تصاعد الخلاف بين الحريري وباسيل في العمق، لا يتعلق بملف النازحين ولا بملف “سيدر”، وإنما بأمرين إثنين: الأول التعيينات الإدارية وسعي باسيل إلى الإستئثار بالحصة المسيحية، ما يسبب إحراجا للحريري. أما الثاني فسعي باسيل إلى إقرار خطة كهرباء ترتكز على البواخر، وهذا الأمر لم يعد الرئيس الحريري متحمسا للسير به.
في هذا الوقت، مسلسل الفضائح مستمر، فحرب الجمارك مستمرة، وخلية الرشاوى والسمسرة تظهر كل يوم المزيد من الأسماء. أما الجرائم الجرثومية والبيئية فتهدد ما تبقى من مظاهر السلامة في لبنان الأخضر.