يأمل اللبنانيون واصدقاء لبنان في ان تعيد الدولة لملمة شتاتها وان تعيد قطارها الى سكة العمل سعيا الى تعويض الوقت الضائع ولعدم تفويت الفرص التي يوفرها “سيدر” والمؤسسات الدولية.
في السياق جال رئيس البنك الدولي على المرجعيات الرسمية داعيا الى الانكباب سريعا على اطلاق عملية الاصلاح والتركيز على انجاز الملفات الساخنة التي تستنزف الخزينة كالكهرباء والمياه والموازنة كالضابط الاول والاوحد لإيقلع الدولة والمأمول ايضا ان تفكك فخاخ السجالات والخلافات قبل ان تستأنف الحكومة عملها بدءا من الاسبوع المقبل. لكن المؤسف ان لا شيء يشي بأن هذه الامنية ستتحقق في الوضع الضائع لان الخلافات عميقة وهي لا تقتصر على الرؤى المتعارضة الى الانماء بل تتعداها الى ملف النازحين والذي سيأخذ منعطفا سلبيا جديدا بعد الزيارة الرئاسية الى موسكو.
في الاطار وبعدما احرقت المبادرة الروسية نفسها اثر ربط بوتين امام الرئيس عون عودة النازحين بإعادة الاعمار وبتوفير الظروف السياسية الملائمة جاءت المفاجأة من وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو الذي اعلن امام لجنة فرعية في الكونغرس ان المليون ونصف مليون نازح يشكلون عبئا ماديا كبيرا على لبنان وخطرا على ديمقراطيته، داعيا الى تعاون اميركي عربي من اجل تأمين عودتهم الى سوريا تحقيقا لرغبة الشعب اللبناني، وقد حظيت شهادة بومبيو بثناء الوزير باسيل الذي اعتبر ان الموقف خطوة متقدمة تؤكد ان الحوار الصريح والجريء والموقف الوطني الواضح هما اقرب الطرق لتحقيق المصلحة الوطنية.
هذا الجو الاميركي العقلانب المفاجىء تزامن مع غارات اسرائيلية عنيفة استهدفت مواقع عسكرية ايرانية ومخازن سلاح، وترافقت الغارات مع تهديدات اطلقها نتنياهو اكد فيها اصراره على منع طهران من التموضع عسكريا في سوريا وادخال اسلحة متقدمة اليها، في وقت عززت اسرائيل قواتها على حدود غزة.