المسيح قام، حقا قام، لكن حتى الآن لا قيامة للبنان الدولة ولا دحرجة للحجر. صحيح أن الحكومة على طريق اتخاذ إجراءات تقشفية لضبط الموازنة والحد من العجز، وصحيح أن هناك قرارا على أعلى مستوى بضبط الهدر وتعميم الشفافية والقضاء على الفساد ومحاسبة الفاسدين، مع ذلك فإن كل ما حصل ويحصل لا يمكن إدراجه إلا تحت عنوان واحد “إقرأ تفرح جرب تحزن”، والدليل أن معركة الفساد تراوح مكانها ولن تحقق الأهداف المرجوة منها، وخصوصا بعدما تحولت صراعا بين أجهزة وتنافسا بين مراكز نفوذ.
ثم إن الاجراءات التي قيل إنها ستتخذ لضبط الموازنة، وضع بعضها قيد التداول ثم سحب بعدما أثار الكثير من ردود الفعل، وبعدما تنامت النقمة الشعبية عليه وتظهرت بقوة في الشارع. كذلك فإن خطة الكهرباء على أهميتها يتردد أن ثمة تحفظات عنها وملاحظات عليها، التحفظات والملاحظات أوروبية وتحديدا ألمانية، ويقال إن فرنسا تتفهم التحفظات الألمانية، فهل يمكن في ظل وضع لبنان الملتبس أن يأمل بالدعم المرجو من المجموعة الدولية إن في إطار “سيدر” أو في إطار آخر.
في اليوميات، لبنان دخل في أجواء إجازة عيد الفصح، المواقف الجديدة اللافتة غابت، والانتظار سيد الموقف من الآن إلى الأسبوع المقبل، بانتظار استيضاح صورة الاجراءات التقشفية التي يمكن الحكومة أن تسير بها. وحتى الآن لم يعلن عن موعد إنعقاد مجلس الوزراء، بل لم يعرف ما إذا كانت الأجندة السياسية للأسبوع الطالع ستتضمن جلسة للحكومة، أم أن العطلة ستتمدد إلى ما بعد الإحتفال بعيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي.
إقليميا، مصر مشغولة بالاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي يستمر لثلاثة أيام، وإذا نجح السيسي في اقناع ال62 مليون ناخب، فإنه سيتمكن من تمديد ولايته وتعزيز صلاحياته، ما يحصن وجوده في السلطة.
فرنسيا، حريق كاتدرائية نوتردام في بداية الأسبوع وعطلة الفصح في نهايته، لم يمنعا أصحاب السترات الصفر من النزول إلى شوارع باريس، ما أدى إلى وقوع صدامات بعد الظهر، فهل القصد كما يقول أصحاب السترات، هو توجيه إنذار جديد إلى الرئيس الفرنسي، أم أن الاستمرار في إحراجه بهدف إخراجه.