وزير المال علي حسن خليل رفع الى الامانة العامة لمجلس الوزراء الصيغة الجديدة المعدلة لمشروع الموازنة، لكن لا شيئ حتى الآن يؤكد ان الموازنة ستضاف الى جدول الاعمال العادي لمجلس الوزراء الذي ينعقد الخميس، لكن سواء ادرجت الموازنة في اليوم الاخير كملحق ام لم تدرج، فالواضح انها باتت محور الاهتمام الرسمي والشعبي. والواضح ايضا ان الضياع يسيطر على معظم الافرقاء، فالاجراءات المدرجة في الموازنة موجعة ولم يسبق للبنان ان شهد مثيلا لها، وبالتالي فإن القوى السياسية تعاني صعوبة في اقناع جمهورها بها، لكنها من جهة ثانية مرغمة على اتخاذها لأن مندرجات سيدر تتطلب ذلك، ولأن الوضع الاقتصادي لم يعد يحتمل.
في الولايات المتحدة الاميركية الصورة عن لبنان ليست افضل، فالعقويات المتعلقة بحزب الله ستزداد وتعزز، وثمة معلومات كما كشف لنا مراسلنا الى واشنطن عن ان الكونغرس يعد للصيغة الثالثة من العقوبات على الحزب، وان هذه العقوبات قد تشمل سياسيين يسهلون نشاطات الحزب ويعززون نفوذه في الداخل اللبناني.
على اي حال المؤشرات الاميركية المقلقة بدأت تظهر، اولها اعلان اميركا عن مبادرة ترمي الى تجفيف تمويل مصادر حزب الله وتقديم مكافآت مالية تصل الى عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تفيد في تحقيق تلك الغاية.
كل هذا يعني ان التصعيد الاميركي في لبنان سيقوى وسيترافق مع تصعيد شرق اوسطي، يتمثل في كشف واشنطن بعد نهاية شهر رمضان خطة السلام المعروفة بصفقة القرن، افلا يعني كل هذا المشهد اننا قد نعيش بدءا من حزيران المقبل مأزق القرن.