إذا أرادت القوى المشاركة بالحكومة الإلمام بدقائق الموازنة التي تتجاوز صفحاتها الألف و200، فيتعين عليها أن تستغل عطلة الفصح المستمرة حتى صباح الثلاثاء للإنكباب على درسها، كي تأتي مصادقاتهم عليها أو إدخالهم التعديلات على بعض بنودها، علمية لا اعتباطية ولا كيدية.
في السياق، إذا صحت لائحة التعديلات المفترضة التي تسربت إلى الإعلام وقورنت بموازنة ال 2018، فهذا يعني أن على اللبنانيين من مختلف الفئات الإستعداد لخسارة مكتسبات مادية كانت لهم، وأن عليهم أيضا الإستعداد لتغذية الخزينة من جيوبهم. والأحرى بالمسؤولين أن يكونوا خططوا بإصرار لإقفال بؤر الإهدار والفساد، حماية لما اقتطعوه من أموال الناس وفلوس الأرامل وعرق التجار المفلسين والصناعيين الأوادم، وتوظيفها في مشاريع بناءة ومجدية.
لكن من المشاهدات لحركة بعض القوى السياسية، يمكن الاستنتاج بأن إنجاز الموازنة ليس هما يقض مضاجعهم، فالرئيس الحريري غادر إلى فرنسا، والسجالات تستعر على خط الضاحية- كليمنصو. وقد أعيد النائب نواف الموسوي، الصقر المشاكس، إلى الخدمة بعد إقصاء طويل، إضافة إلى التوتر الأمني الذي أوقظ في مخيم عين الحلوة، وامتدت شرارته إلى مخيم شاتيلا.
هذا التفلت يؤشر إلى أن بعض القيادات لا يعي بأن الموازنة ليست أرقاما، وبأن النهوض بالبلاد لا يتحقق بالنيات والتصريحات، بل يتطلبان إرساء أجواء من الهدوء والإستقرار غير المتوفرين حتى الآن.
وسط هذه الضوضاء، لم يحظ إعلان وزيرة الطاقة عن بدء الحفر خلال أشهر قليلة في البلوك النفطي رقم 4 قبالة شاطىء كسروان، بالإهتمام الذي يستحق، علما بأنه سينجز ضمن العام 2019.