Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الأربعاء في 15/05/2019

بعدما انعتقط روحه وارتفعت الى سمائها متموضعة في مدار فوق بكركي من حيث ستواصل حماية لبنان ورعاعيته، ها هو جسد البطريرك صفير يعود الى الصرح كما فعل دائما حيث تحول ذخيرة يتبرك منها كل مسيحي مؤمن ومحجبة وطنية لكل لبناني الى اي طائفة انتمى.

كيف لا وقد عرف البطريرك الراحل كيف يتجذر في دينه وطائفته من دون ان يسقط في دنس التعصب والطائفية، فصار من حيث لم يرد زعيما على مساحة الوطن وبطريركا مكرسا على الموارنة وسائر اللبنانيين والمشرق.

هذه الهامة القدسية والوطنية تجسدت جليا في جبلة نعشه التي صنعها النحات المبدع رودي رحمة من خشب زيتون قنوبين وتراب بكركي وصخورها موشحة بلون قرمزي خمري ساحر لتشكل انعكاسا دقيقا للجبلة اتلي صنع منها جسد البطريرك دات ايار مبارك من عام 1920 قبل ان ينفخ فيها الله بعض مما فيه من جرأة وحكمة وتواضع. ولا تقل الطريق التي سلكها جسد البطريرك من اوتيل ديو الى بكركي اهمية.

فعلى هذا الطريق بالذات طالما انتظرت اللبنانيون الطواقون الى الحرية تارة، واتت ترافق مزهوا صديقك البابا القديس يوحنا بولس الثاني، وقد نقلتما الى الشعب اليائس البائس المتعطش الى الحرية شعلة الامل بأن ليلة لم تطول، وشمس الحرية ستشرق على المناضلين الصابرين في سجونهم ومنافيهم، وتارة اخرى وانت عائد من واشنطن حاملا مقتاح اخراج الجيش السوري من لبنان بعدما انتصرت على العقل المرقنتولي لادارتها التي لزمت لبنان نعجة لأسد الشام، وانتصرت على اللبنانيين الذين ازهروا وازدهروا وتكاثروا في عتمة العمالة.

سيدنا صفير لا تحمل ثقلة فاللذين انتظروا مرورك منذ الصباح الباكر لم يتعبوا بل سعوا لشكرك، فأنت الذي طالما حملتهم في قلبك وضميرك وارجعت اليهم استقلالهم وحريتهم لابأس ان حملوك في رحلتك الاخيرة وكرموك.