ابتعاد الرئيس الحريري عن لبنان للراحة وللقاء العائلة امر مطلوب، لكن الاهم في الحج الى السعودية انه يتيح للرئيس المكلف رؤية استشرافية للحكم المرضي المضخم للحكومة العتيدة اذا ما قدر للبعض لا سمح الله الارخاء باثقاله على تركيبتها، والحل الاولي والحتمي بعد المعاينة من بعد ان يقول الحريري لمكلفيه صار بدا ريجيم والا اختنق البلد سياسيا ودستوريا ميثاقيا واخلاقيا. والريجيم لا يعني تصغير حجم الحكومة فقط بل اعطاء كل صاحب حق حقه فيها لجهة عدد الحقائب ونوعيتها طالما ان النوعية باتت امرا تسلم به الطبقة السياسية وتقيم نفسها معنويا على اساسه امام جماهيرها وهذا سيؤمن للحكومة التنوع الوطني الحقيقي الذي ينادي به الجميع.
والريجيم ايضا يكون بتخفيف رئيس الجمهورية عن نفسه عبء الحقائب، فهو رئيس الكل من دون كتلة نيابية وازنة، فكيف اذا امتلك الكتلة الاوزن كما هي حال الرئيس ميشال عون، كذلك سيتيح الابتعاد الى السعودية للرئيس الحريري اجراء الاتصالات الضرورية لبلورة موقفه النهائي من عملية التأليف ولتحديد الحلفاء الحقيقيين الذين يحتاجهم لحماية خاصرته في التركيبة الحكومية منعا لاستفراده لانه وكما يفترض هو حامل مشروع ورؤية للدولة وسيواجه على طاولة مجلس الوزراء بمشروع نقيض، بمعنى اخر، التحدي مصيري للبنان وليس تشغيليا اجرائيا فقط في هذا الظرف الاقليمي المتفجر. في السياق علمت الـ mtv بأن زعيم التقدمي وليد جنبلاط تلقى دعوة رسمية لزيارة السعودية.