لا تزال الاجواء التصالحية التي نجمت عن لقاء الحريري باسيل والحريري جعجع تكبر وتتوسع وان بحذر شديد، وبتحفظ من كواهم الحليب اكثر من مرة، فبعد زيارة الرئيس الحريري امس الى البرلمان ومشاركته في اجتماع لجنة المال من على مقاعد النواب فهي طريق السراي تنتفتح امام وزير الدفاع الياس بو صعب حيث اجتمع الى رئيس الحكومة وبحثا في انفتاح موازنة الجيش واشكالية المحكمة العسكرية، ولم تقتصر عمليات التبريد على غسل القلوب الملآنة فقط، بل وفتحت الطريق ولو خجولا بين معراب وبعبدا، اذ اوفد رئيس القوات سمير جعجع الوزير السابق ملحم رياشي الى القصر الجمهوري ناقلا رسالة الى الرئيس ميشال عون بعد طول انقطاع.
ورغم كتمان رياشي الا ان الزيارة لا يمكن الا ان تكون ترجمة شفهية او خطية لخطاب جعجع في اليومين الاخيرين والذي استحلف منه الرئيس عون انقاذ التسوية واعادة امور الدولة الى كسالكها وتغليب منطق المؤسسات بعدما تعرضت في رأيه الى ضرر كبير جراء امرين: منطق المحاصصة واستفزازات الوزير جبران باسيل.
في الاثناء لجنة المال تواصل عملها غير متأثرة بأي اشاعات عن دور سلبي تلعبه في تعاطيها مع الموازنة. وقد اكد رئيسها النائب ابراهيم كنعان كما وزير المال وعدد من ممثلي التيارات النيابية الرئيسية ان اللجنة ستواصل عملها الرقابي الدقيق مهما تطلب الامر من وقت.
اقليميا موجة التصعيد الاميركي الايراني الى ارتفاع وسط غياب اي رادع او وساطة، فبعد زيارة رئيس وزراء اليابان طهران للتهدئة، جرى تفجر الناقلتين ومن ثم اسقطت الطائرة الاميركية المسيرة فوق هرمز ردا على الدعوات الاوروبية والفرنسية الى التعقل ويخشى الان من ان تواجه اي وساطة ثالثة بإعلان الحرب.
بهذا التصرف تبدو ايران وكأنها ننجح شيئا فشيئا في استدراج الثور الاميركي الى حلبتها، وقد تجاوزت الامور الان مرحلة ضبط النفس اميركيا لتدخل مرحلة اختيار نوعية الرد وطبيعته، وهذا ما ينكب الرئيس ترامب على درسه مع البنتاغون، فيما يصل مستشاره للامن القومي الى اسرائيل الاحد،
والكابح الوحيد الهش الان يتمثل في اثنين: مصلحة ترامب المرشح في اللجوء الى القوة العسكرية ومعارضة الديمقراطيين زج الجيش في اي صراع خارجي.