IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الأحد في 23/06/2019

أخيرا عرف المبلغ المرصود للبنان في حال سار ب”صفقة القرن”. مهندس الصفقة جاريد كوشنير خصص 6 مليارات دولار أميركي لتطوير البنية التحتية اللبنانية، في حال سلم الفلسطينيون الموجودون على أرضه بالبقاء في لبنان، وفي حال رضخ المسؤولون اللبنانيون لذلك.

إذن “صفقة القرن” التي كانت قبل أشهر مجرد شعار ومجرد مخطط نظري، تتحول شيئا فشيئا واقعا ملموسا. ففي الأسبوع الطالع ينعقد في البحرين مؤتمر يضم عددا من الدول العربية، إضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية، وذلك للبحث في الشق الاقتصادي لصفقة العصر، والذي يشمل الضفة الغربية وبعض دول الجوار.

طبعا لبنان لن يشارك في المؤتمر المذكور، لكن الموقف السلبي لا يكفي، ففي مواجهة توطين يتحول شيئا فشيئا واقعا، ماذا تفعل الحكومة اللبنانية؟، أين الديبلوماسية اللبنانية مما جرى ويجري؟، أين الاستنهاض اللبناني للمجتمعين العربي والدولي؟، والأهم هل بإطلاق رصاصة الرحمة على مشروع الدولة في لبنان، وبأيدي المسؤولين اللبنانيين بالذات يمكن محاربة التوطين؟.

واغتيال الدولة على يد المسؤولين اللبنانيين يتجلى اليوم بعدة أوجه، فالسجال ال”تويتري” بين الرئيس سعد الحريري وعدد من المسؤولين في “الحزب التقدمي الإشتراكي”، يدل كم أننا كلبنانيين مشغولون بالتفاصيل والقشور والمناكفات، فيما المطلوب منا كثير ومهم وخطير.

كما أن الفضائح تتوالى بلا حسيب ورقيب، وأكثرها وضوحا وسماجة، استمرار مسلسل الهدر والأموال الضائعة، من خلال اللجنة المؤقتة لمرفأ بيروت. ويكتمل المسلسل اللبناني الأسود مع تكشفه ال”أم تي في” اليوم عن وجود نازحين سوريين في لبنان لا يحملون من النزوح إلا الاسم، فهم يستثمرون ويتاجرون، وفي الوقت عينه يتنعمون بمساعدات الجمعيات التي تعنى بالنزوح.

إنه العجز على الطريقة اللبنانية، وإنه الاهتراء على الطريقة اللبنانية، بل إنه الفساد على الطريقة اللبنانية، فهل بالعجز والاهتراء والفساد يمكن للحكومة اللبنانية أن تحارب المخطط الأميركي، العربي والأممي لتوطين الفلسطينين.