قبل ان يغرقوا في حادثة قبر شمون الاليمة يجب ان لا يغيب عن بال المسؤولين ان سقوط القتلى في هذه المنطقة امس ليس حادثا منعزلا حصل في قرية شموس عاصية على الدولة الى مجلس الدفاع الاعلى الذي يجمع كل المتعاطين بالامن الوطنية والسياسة ان لا يتعامل مع ما حصل في منطقة عاليه بمعزل عن ما يجري يوميا في الضاحية العاصية وفي البقاع الطافر وفي طرابلس المشلعة وعلى المعابر والمنافذ الفالتة، ولأنه يتصرف بالقطعة بدلا من العمل على ان يغطي ظل الدولة كل اراضيها يقع لبنان تكرارا في هذه المسرحية الدموية نقول هذا لأنه لو حصلت حادثة الامس في مناطق معينة ما كان الامر يستنفر الدولة بأجهزتها.
لماذا لان الدولة تسلم بأن بعض المناطق مقفل في وجهها وتبرر في ذلك فيما يعتبر جريمة كبرى في عاليه هو فلكلور يومي في غير مكان يستنتج من هذا الامر المسح الموجز ان بصمة الشرعية وقضائها وبوليس بلديتها تقتصر على منطقة صغيرة من الجمهورية، والاقتراح الذي بات على كل لسان هو الاتي: تشريع الامن الذاتي الطائفي الكانتوني وتعميمه فنستغني عن تمويبل الاجهزة الامنية ونحن في زمن تقشف ام فرض الامن على الجميع والا فإن قبر شمون ستتكرر وتتوسع لتصبح مع مثيلاتها قبورا تبتلع هيبة الدولة.