قبل ان تتمدد ارتدادات قبرشمون من الجبل لتشل مفاصل الدولة، بدءا من التها التنفيذية المتمثلة بمجلس الوزراء، تحرك الرئيس نبيه بري على خط بعبدا مستطلعا مع الرئيس ميشال عون، الوسائل الممكن اعتمادها للخروج من الازمة القاتلة المطبقة على البلاد وما رشح من لقاء الرجلين، ان الرئيس بري عرض على رئيس الجمهورية تحرير مجلس الوزراء من اعتقاله بحيث يعاود اجتماعاته على ان تستكمل التحقيقات في قضية قبر شمون، علما بأن رئيس المجلس لا يؤيد تحويل القضية الى المجلس العدلي لما سيكون للقرار من تداعيات سلبية على النسيج الدرزي وعلى الوضع العام في البلاد.
وكان توافق بين الرئيس بري والرئيس عون على ان رعاية مصالحة بين جنبلاط وارسلان مستبعدة الان، لان عناصر نجاحها لم تنضج بعد.
في المقابل لم تفصح المعلومات عن ما اذا كان الرئيس بري سأل الرئيس عون رأيه في الحادثة لعلمه ان الوزير باسيل يعكس نظرته اليها والى كيفية الخروج منها ولم يعرف ايضا ما اذا طلب بري منه تسويق الصيغة التي لا بديل عنها، منها فك المشكل لدى وزير الخارجية وفي ما يشبه التتمة الطبيعية لزيارة بري بعبدا، زار النائب طلال ارسلان القصر الجمهوري يرافقه الوزير صالح الغريب وعلم انه ابلغه تمسكه بالمجلس العدلي.
توازيا الاشتراكي بدا غير معني بالمكوكيات على خط بعبدا، وواصل جولاته على الحلفاء شركاء مصالحة الجبل، فزار رئيس الكتائب سامي الجميل والواضح ان التقدمي يعتبر انه يتعرض الى محاولة اغتيال سياسي او اقله محاولة عزل، وهو يعمل بكل ما اوتي لافشالها والخروج منهما منتصرا.
الحلقة التي لا تزال ناقصة على مسار مساعي اعادة الحكومة الى سكتها ستتظهر بعودة الرئيس الحريري المفترض ان يلتقي الرئيس عون، علما بأن الحريري يضع نفسه في موقع المعتدى عليه ايضا ويتوقع من بعبدا مثل جنبلاط ان تفرمل طحشة باسيل.
في اي حال المؤشرات ايجابية ام سلبية ستظهر الخميس، يجتمع مجلس الوزراء ام لا يجتمع في الانتظار كذب الاجتماع بين الوزير علي حسن خليل والنائب ابراهيم كنعان ما اشيع عن نسف محتمل لما انجزته اللجنة من تعديلات على بنود الموازنة، وعلمت ال “ام تي في” بأن اتفاقا حصل على تخريجة للمواد المعلقة سيتم اقرارها في اجتماع يعقد لهذه الغاية الثلاثاء.