لا جديد بارزا تحت قبة البرلمان، فاليوم الاول من مناقشة موازنة العام 2019 مر هادئا ورتيبا بإستثناء امرين: الاول ان الكلمات بمعظمها كانت قوية وانتقادية، لكن المواقف الكلامية بدت في مكان والمواقف الفعلية بدت في مكان اخر، فقط حزب القوات اللبنانية بدا منسجما مع نفسه بحيث اعلن على لسان ستريدا جعجع انه سيمتنع على التصويت للموازنة رغم تأييده بعض بنودهها، الامر الثاني فهو ان الرئيس الحريري لم تستفزه الا كلمة النائب جورج عدوان، فرد عليه مباشرة، رغم ذلك الحدث الحقيقي كان في مكان اخر وتمثل بالمفاوضات الدائرة على خط بعبدا عين التينة السراي لايجاد مخرج لمأزق قطع الحساب في ظل عدم اجتماع الحكومة.
ووفق المعلومات فإن حركة المفاوضات افضت الى اعطاء الحكومة ستة اشهر اضافية لتقديم قطعات الحساب وهو مخرج ينتهك الدستور وتحديدا المادة 87 منه، فهل هذه الموازنة الموعودة التي انتظرها اللبنانيون طويلا، وهل المجتمع الدولي سيصدق ان حكومة لا تجتمع وسلطات تنتهك الدستور قادرة على اخراج لبنان من مأزقه الاقتصادي، وانها تستحق فعلا ما قدمه مؤتمر سيدر للبنان.
ليس بعيدا من البرلمان كان الغضب الشعبي في ذروته، فقبل الظهر صرخ المحاربون القدامى الذين تجمعوا في محيط جريدة النهار حرامية كلن كلن حرامية، وبعد الظهر تجمعت قوى المجتمع المدني رفضا لما يحصل على صعيد الموازنة، خصوصا على تحميل اصحاب الدخل المتدني والمتوسط مسؤولية مديوينة الدولة وعجزها.
توازيا لا تزال زيارة رؤوساء الحكومة السابقين الى المملكة العربية السعودية يتردد صداها في المخافل السياسية.
في معلومات ال “ام تي في” فإن هذه الزيارة التي تأتي بعد زيارة وفد من مجلس الشورى السعودي الى لبنان وزيارة قائد الجيش الى السعودية ليكتمل مسار عودة المملكة الى لبنان وهي على كل الصعد تحت عنوان “دعم لبنان على كل الصعد ومنع انتهاك دستور الطائف”.
اقليميا الوضع يزداد توترا في ظل استمرار اختفاء ناقلة النفط الاماراتية في مضيق هرمز، ومع ورود معلومات تفيد بأن الناقلة ارغمت على دخول المياه الاقليمية الايرانية، فهل نحن امام كباش جديد بين ايران والمجتمع الدولي؟