انه يوم المادة 80. فإلى عين التينة، حمل وزير شؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي ظهرا الى رئيس مجلس النواب مبادرة رئاسية فحواها ان الرئيس عون لن يطعن بالموازنة وسيوقعها، لكنه في المقابل سيبادر الى توجيه رسالة الى مجلس النواب بواسطة الرئيس بري لتفسير المادة 95 من الدستور.
في القراءة السياسية، هذا يعني ان رئيس الجمهورية نقل المعركة من القانون الى الدستور، اي أعادها الى الاساس والمنطلق. وهو أمر تلقفه الوزير جبران باسيل بعد الظهر حيث فتح النار من كفيفان على الرئيس بري من دون ان يسمه، ملما الى انه أخل باتف عقد معه بشأن المادة 80.
كما لم يوفر الرئيس الحريري من هجومه قائلا: ما حدا يهددنا بالعد والا عندنا خيار آخر. كلها وقائع ومعطيات تؤكد اننا امام اشتباك سياسي جديد عنوانه هذه المرة كيفية فهم وتفسير المادة 95 من الدستور.
توازيا ، الشلل الحكومي مستمر ، على خلفية أزمة البساتين. والواضح حتى الان ان كل المبادرات الهادفة الى ايجاد حل للأزمة السياسية- القضائية لم تحقق أهدافها. فكل طرف من الطرفين الاساسيين يتشبث بموقفه. وبين تمنع وليد جنبلاط عن الاحتكام الى المجلس العدلي، واصرار طلال ارسلان عليه، ذهبت الحكومة في اجازة صيفية قسرية طويلة، قد تستمر الى شهر ايلول، وخصوصا ان معظم المسؤولين بدأوا يغادرون بيروت تباعا في اجازاتهم الصيفية.
على صعيد آخر، افلحت الاتصالات، العلنية والسرية، التي أجريت بكثافة منذ ايام في تجنيب مدينة جبيل خضة في غنى عنها. فقد قررت لجنة مهرجانات جبيل الغاء حفلة مشروع ليلى المقررة في المدينة، وذلك منعا لاراقة الدماء وحفاظا على الامن والاستقرار، كما جاء في بيانها. وهذا القرار، بعكس الظاهر، يصب في مصلحة اللجنة، اذ يؤكد انها ترفض ان يتحول الفن الى منصة لاثارة الفتن بين ابناء المجتمع الواحد .